نظرة شرعية في فكر (جبران خليل جبران ) بقلم / سليمان الخراشي
هو جبران بن خليل جبران بن ميخائيل بن سعد، نزح جده من دمشق إلى بعلبك ومنها إلى بشعلا ومنها نزح يوسف مع أخويه موسى وميخائيل إلى بشري.
حياته: ولد في قرية لبنانية قرب نبع قاديشا هي بشري، عام 1883م، عائلته فقيرة وبيئته متأخرة. هاجر مع أمه وأخيه الأكبر بطرس وأختيه ماريانا وسلطانة عام 1895م إلى بوسطن في الولايات المتحدة الشمالية. ونزل حي الصينيين الفقير. وهو في سن الثانية عشرة ولما يكمل دروسه الابتدائية. فأرسله أخوه بطرس رب العائلة الصغيرة إلى المدرسة ليتعلم اللغة الإنجليزية ثم أعاده بعد ذلك إلى لبنان ليدرس العربية. فدرسها في مدرسة الحكمة مدة أربع سنوات. ثم عاد إلى بوسطن ليرى أن داء السل قد فشا في بيت العائلة وحصد أخته الصغيرة سلطانة في غيبته وبعد عام واحد انتزع من ذراعيه أمه ثم أخاه بطرس. وبقيت له أخته ماريانا تشتغل بالإبرة لكي توفر له القوت. وفي العشرين شرع جبران في الإنشاء والرسم.
وتعرف على "ماري هاسكل" في معرض من معارض رسومه فغيرت مجرى حياته بعطفها عليه وعنايتها بمستقبله. وفي عام 1908م سافر إلى باريس على نفقة ماري هاسكل للتخصص في فن الرسم وتتلمذ على أشهر رسام معاصر هو "رودان" ثم عاد إلى بوسطن.
وفي عام 1912م انتقل إلى نيويورك واستقر فيها. وأثرت الحرب العالمية الأولى على نفسه تأثيراً كبيراً إذ اجتمع عنده الفقر والمصيبة وقلة رواج كتبه التي ألفها باللغة العربية حتى ذلك الحين. ولكنه منذ عام 1920م وبعد أن تأسست الرابطة القلمية انصرف إلى التأليف باللغة الإنجليزية فأصدر ثمانية كتب في ثمانية أعوام درّت عليه أرباحاً طائلة .
مات جبران عام 1931 بأحد مشافي نيويورك ثم نقل جثمانه إلى لبنان في العام ذاته حيث دفن في بلدته "بشري"
آثاره : باللغة العربية:
1- كتاب " الموسيقى" صدر عام 1905م، وهو كتيب عبارة عن تأملات في الموسيقى وطاقاتها التعبيرية!
2- كتاب "عرائس المروج" صدر عام 1906م، يحتوي على ثلاث قصص: "رماد الأجيال والنار الخالدة" و "مرتا البانيّة" و "يوحنا المجنون" .
3- كتاب "الأرواح المتمردة" صدر عام 1908م، يحتوي على أربع قصص: "السيدة وردة الهاني" و"صراخ القبور" و"مضجع العروس" و"خليل الكافر"
أما الأولى فقصة فتاة أُكرهت على الاقتران برجل غنيّ متقدّم في السن فما لبثت أن كرهت الزوج يوم التقت بالفتى الذي أثار كوامن نفسها. والقصة شكوى وتظلُّم، وثورة على السلطة التي تُكره على الزواج إكراهاً، لأن الزواج زواج أرواح قبل أن يكون زواج أجساد.
وأما الثانية فقصة ثلاثة أشخاص –رجلين وامرأة- حكم عليهم الأمير بالقتل ظُلماً وطغياناً، وفيها ثورة على الشريعة والإقطاعية!
وأما الثالثة فقصة فتاة غشّها رجل غنيّ ففصلها عن حبيبها حتى يقترن بها، وفي ليلة الزفاف عرفت الحقيقة وقد طعنت حبيبها ونفسها بخنجر كانت تخبئه في ثيابها. وفي القصة ثورة على التقاليد وعلى الدين!!
وأما الرابعة فقصة رجل اختصم مع الرهبان، وهي ثورة على ظلم الحكّام وعلى الرهبان، ودعوة إلى الحرية الشاملة!
4- "الأجنحة المتكسّرة: "كتاب صدر سنة 1912م، واحتوى على قصة جبران في حبّه الأول وكيف حالت التقاليد وسلطه رجال الدين النصراني! دون اقتران الحبيبين، فاقترنت الفتاة بابن أخي المطران عن غير حبّ وكان في ذلك شقاؤها.
5- كتاب: "دمعة وابتسامة" صدر سنة 1914م وفيه مقالات في المحبة التي تشدّ الأكوان بعضها إلى بعض، وفي ألوهية الإنسان!! وغير ذلك من الموضوعات.
6- المواكب: قصيدة طويلة ظهرت سنة 1919م، وفيها نظرات فلسفية في أهم شؤون الحياة البشرية كالخير والشر والدين والحق والعدل وما إلى ذلك. قال ميخائيل نعيمة: "انجرف جبران بتيار نيتشه وما برحت معتقداته السابقة تشده إلى الوراء. فكانت "المواكب" نتيجة لتلك الحالة القلقة التي أحسها جبران ما بين قوتين تتجاذبانه: قوة الإيمان بحكمة الحياة وعدلها وجمالها في كل ما تأتيه، وقوة النقمة التي أثارها فيه نيتشه من جديد على ضعف الناس وخنوعهم وتواكلهم وكل ما في حياتهم الباطنية والخارجية من قذارة وبشاعة. وانتصر نيتشه في النهاية! ولكن إلى حين".
7- كتاب" العواصف": صدر سنة 1920م وفيه مقالات عنيفة على المقدسات، كمقالات "حفّار القبور" و"العبودية" و"يا بني أمي"، و"نحن وأنتم"، و"الأضراس المسوّسة" .
ب- المؤلفات الإنجليزية:
8- كتاب: "المجنون" صدر سنة 1918م، واحتوى على أمثال وتأملات في موضوعات شتى.
9- كتاب: "السابق" : صدر سنة 1920م، واتخذ فيه جبران أسلوب الأمثال أيضاً، وجعله تمهيداً لكتاب "النبي" .
10- كتاب: "النبي": صدر سنة 1923م، وهو كتاب جبران وهدف حياته احتوى على ضلالات وكفريات كما سيأتي –حيث جعل جبران من نفسه نبياً، وسمى نفسه في الكتاب "المصطفى" !! وهو يقع في 28 فصلاً في المحبة، والزواج، والأبناء، والعطاء، والغذاء، والعمل، والفرح والترح، والمساكن، والثياب، والبيع والشراء، وما إلى ذلك. وهكذا تناول جبران في كتابه علاقة البشر بعضهم ببعض، وكان يهدف في كتابه "حديقة النبي" الذي ظهر سنة 1933م، أن يعالج علاقة الإنسان بالطبيعة، كما كان ينوي أن يضع كتاباً في "موت النبي" ويعالج فيه علاقة الإنسان بالله!
والظاهر أن جبران كان يفكر في هذا الكتاب منذ حداثته، وأنه بدأه باللغة العربية ثم عدل عنها إلى الإنجليزية، وأنه ظل خمس سنوات يكتبه ويعيد كتابته إلى أن استقام له معنى ومبنى. وقد ترجم الكتاب إلى نحو عشرين لغة.
11- كتاب:"رمل وزبد" صدر سنة 1926م وفيه مجموعة من الآراء منثورة في غير نظام.
12- كتاب: "يسوع ابن الإنسان" صدر سنة 1928م، ويسوع جبران يختلف تماماً عن يسوع الإنجيل.
13- كتاب "آلهة الأرض" ، صدر عام 1931م، وهو آخر كتاب له صدر في حياته.
14- كتاب " التائه"، صدر بعد وفاته عام 1932م، ويحتوي على خمسين قصة من قصص التائه.