فماذا أنت صانع؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم

..

..

..

في الحقيقة هذا ما جال بفكري هذا اليوم ...

وتخيّلت أحدهم وقد أتاني بهذا الخبر :

(( زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن عُثرَ عليه مقتولاً بعدَ معركة شرسة , وقد تمّ فحص الحمض النووي له , وتبين أن الجثة راجعة لزعيم تنظيم القاعدة !! ))

قولوا أنيّ متشائم وأن التفاؤل عندي منعدم , قولوا وقولوا ........ وقولوا ..

لا يهمّ ..

المهم أن هذا التفكير بدأ يدور بخلدي , وتخيلت أن الواقعة حلّت , وأنّ الشيخ في عداد الشهداء ...

فلم ترتح نفسي وتسكن إلا بعد أن جادت بعشرين بيتاً رثيت بها الإمام ...

أرجوا أن تتسع لها صدوركم , وأن تقبلوها على ما فيها من (نقص) ولا نعدم من تقويم الأدباء فما نحن إلا فضوليّون عليهم .

أقول مستعيناً بالله وحده لا سواه :

لكَ الحمدُ يارحمنُ , قد بتُّ مدنفاً **** وحزنٌ كوى قلبي بهِ الهمُُّ أشرفا

لكَ الحمدُ في كلِّ المصائبِ نرتجي **** رضاكَ , بصبرٍ في الملماتِ مُردفا

وشوّشَ فكري , واستطارَ بخافقي **** وأيقظَ قلبي بعد أن كانَ قد غفا

يقولونَ أنَّ الشيخَ راحَ مودعاً **** وداعاً لدنيانا , وقد كانَ مُذْ لفا

يحرّقهُ صوتُ الثكالى وأنةٍ **** لأَيتامِ إسلاميّ وقسوةِ من جفا

رحلتَ , سقاكَ اللهُ من نهرِِ كوثرٍ **** رحلتَ , فوالرحمنِ ما كنتَ مسرفا

وكنتَ لأعداءِ الشريعةِ غصةً **** وكنتَ لأبناءِ العقيدةِ ملحفا

ستبكيكَ (هلمندٌ) و (كابلُ) دارنا **** وتبكيك أطوادٌ لخطوكَ أعرفا

وزابلُ قد ذاقتْ منَ الحُزنِ حسرةً **** ودمعُ (ممرِّ) الأُسد منهُ تكفكفا

سيبكيكَ سيفٌ قد أعدتَ لمجدهِ **** بضربةِ حقٍ للكوافرِِ مرجفا

ويبكيكَ (لكلاشنْ) و (بيكاْ) ومدفعٍ ****ٍ وتبكيكَ أوراقٌ وشعرٌ ومصحفا

أيا سيّدَ الأبطالِ قد كنتَ مرعباً **** لأعداءِ قرآني وقد كنت مرهفا

لأبناءِ دينِِ الله تحنو لأجلهمْ **** وتمسحُ مكلوماً بهِ الدمُّ أرعفا

تنادي بأعلى الصوتِ يا أهلَ جنةٍ **** هلموا لإرهابٍ يسمى تطرفا

وتعجبُ كيفَ العيشُ من دونِ أهيفٍ **** يُّطيرُ برأسِ العلجِِ يصليّه حرشفا

وما أخطأ (الفرَّاءُ) تعريفَ ذاتكم **** أسامةُ : ليث الغاب , طبّتَ مُعرفا

وكمْ دولةٍ أرهبتَ بالصوتِ حسبهم **** بصوتكَ إزعاجاً لهم وتأفّفّا

وعشتَ كريمَ النفسِ لم ترضَ خسةً **** ولم ترضَ دنياً وارتضيتَ التعففا

أسامةُ ياشيخَ الجهاد وإن تشأ **** فأنتَ لأهلِ العلمِ رأساً مُرَفرِفا

عليكَ سلامُ اللهِ ما هلَّ وابلٌ **** وعفَّ شريفُ الوجهِ يبغي التكففا

أشيخيْ : وداعاً للجنانِ مسيركم **** فأنعم بها سكناً , وأكرمْ بمن لفا

وبعدُّ أخي ... تخيّل هذه الفكرة مرت بك , وأن الحدث حلّ ووقع ..

فما أنتَ صانع ؟؟ ماذا أنت قائل ؟؟ ماذا جال في فكرك من خواطر ؟؟

أسأل الله أن يمدّ في عمر الشيخ على الطاعة والبر والجهاد .

منقووول

لإن رحل عن الدنيا أسامة فلله در آخرون سيأتون كلهم اسامة
جزاك الله خيرا أخي

الله يبارك فيك ياأخي على المرور والتعليق