حزب التحرير: "منظمة التحرير أداة تقزيم وتقسيم يجب التخلي عنها"
تعقيبا على الجدل السياسي الدائر بين الفصائل الفلسطينية حول إيجاد مرجعية بديلة عن منظمة التحرير الفلسطينية، صرّح الدكتور ماهر الجعبري عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين، بأن حزب التحرير لم يعترف يوما بأن منظمة التحرير هي الممثل للقضية الفلسطينية، وقال: نحن لا نرى المنظمة ممثلا لا شرعيا ولا وحيدا، بل إن الحزب قد بيّن منذ اليوم الأول من إنشاء المنظمة بأنها أوجدت لتحقيق مشروع تقسيم فلسطين إلى دولة فلسطينية وأخرى يهودية، حسب بيان كان قد أصدره الحزب عام 1964 (قبل احتلال الضفة الغربية وغزة).
وقال الدكتور الجعبري، أن السبب الذي أعلن حول إيجاد منظمة التحرير عام 1964 كان لتحرير الأراضي الفلسطينية التي كانت قد احتلّت عام 48، إلا أنه ورغم إنشاء المنظمة، فقد تمكّن الاحتلال من احتلال مناطق الضفة الغربية وغزة نتيجة تقاعس الأنظمة المحيطة بفلسطين، ومن ثم تقزمّت مطالب المنظمة، وتحوّلت إلى استرجاع ما احتل عام 67 من خلال المفاوضات، وبالتالي تخلّى القائمون على المنظمة عن الهدف المعلن، وتخلّوا عن الطريق الذي حددته المنظمة وهو الكفاح المسلّح. ومن ثم تساءل الجعبري: فماذا بقي من المنظمة بعد بطلان الهدف، والتخلي عن الطريق، غير هيكل هزيل يحاول البعض بث الروح فيه من جديد لتمرير المشروع الأمريكي القاضي بدولة هزيلة تحت الإنعاش تتخللها امتدادات الاحتلال فيها؟
وقال الجعبري إن وزير الخارجية المصري كان قد تفاخر قبل أيام بأن مصر هي التي كانت وراء إنشاء منظمة التحرير، بينما نجد النظام المصري اليوم يؤكّد أنه يتخلّى عن واجبه من نصرة فلسطين، كما تخلّت كل الأنظمة العربية منذ أن جعلت القضية في يد منظمة لا يمكن لها أن تنجز مهمة التحرير، بل وإن النظام المصري يشارك اليوم في حصار غزة، وفي التضييق على المجاهدين من خلال المبادرة المصرية، وما يتمخّض عنها من إجراءات وآليات أمنية تمنع توفير الغذاء وسلاح المقاومة الخفيف. فكيف يمكن الوثوق بإفرازات النظام المصري وغيره من الأنظمة العربية؟
واستطرد الجعبري قائلا: إن المرجعية الأصيلة (ولا أقول البديلة) للقضية الفلسطينية هي الأمة الإسلامية، وقضية فلسطين ليست حكرا لأي فصيل محلي أو حتى لأي حزب عالمي. وقال: أنه لا أحد يملك حق التنازل عن أي شبر من أرض فلسطين، ولا عن حرمان اللاجئين من عودتهم إلى بيوتهم وأملاكهم. وقال الجعبري: إن حق العودة الشرعي، يعني عودة الأرض للناس قبل عودة الناس للأرض، وإن مجرّد عودة الناس تحت الاحتلال، هي تكريس للاحتلال وليست تحقيقا للحقوق.
ودعا قادة المقاومة التي ترفع شعار الإسلام إلى الاستناد إلى الأحكام الشرعية في استعادة المرجعية الأصيلة، وعدم الوثوق بالأنظمة العربية، التي أكّدت دائما أنها تتخلّى عن فلسطين، وأهل فلسطين. وقال إن حصر القضية في فصيل أو مجموعة فصائل فلسطينية أو حتى بأهل فلسطين، لا يمكن أن ينسجم مع المرجعية الإسلامية للحركات الإسلامية، ولا يمكن أن يكون مرجعية بديلة عن منظمة التحرير.