السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهأسماء بنت ابي بكر من الصحابيات الجليلات اللواتي ضربن أمثلة حية لتقتدي بها نساء المسلمين و ما أحوجناللقدوة الصالحة في هذا الزمان الذي كثرت فيه الفتن و المغريات و اتخدت فيه نساؤنا من الفنانات و الممثلات مثلا يحتذى به و أصبحن يتتبعن اخبارهن بلهفة بل ويتسابقن في تقليدهن في كثير من الأمورالتي نهانا الشرع عنها معتبرين ذلك إنجازا إلا من رحم ربي.
قناعتها و خدمتها لزوجهاكانت أسماء امرأة صالحة قنوعة،راضية بما قسمه الله لها.تزوجها الزبير بن العوام و كان رجلا فقيرا فقامت على خدمته ورعايتة ضاربة أجمل و أروع الأمثلة في الرضى و الصبر و كان جزاؤها أن فتح الله عليها ليصير زوجها من أغنى أغنياء الصحابة.
تقول رضي الله عنها عن نفسها:تزوجني الزبير و ماله من شيء غير فرسه،فكنت أسوسه،وأعلفه،وأدق لناضحه النوى،و أستسقي،و أعجن،وكنت أنقل النوى من أرض الزبير على رأسي وهي على ثلثي فرسخ.
فجئت يوما والنوى على رأسي،فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نفر فدعاني،فقال:"إخْ إخْ" ليحملني خلفه، فاستحييت و ذكرت الزبيروغيرته.
قالت فمضى،فلما أتيت الزبير،فقال:والله لحملك النوى كان أشد علي من ركوبك معه.لم تضجر ولم تتذمر رغم أنها نشأت في عائلة ميسورة الحال بل واست زوجها ووقفت معه إلى أن أنعم الله عليهم.
الكريمة السخيةلما فتح الله على زوجها وعليها وبعد أن ضربت لنا مثلا في القناعة و الصبر ،هاهي ذي أسماء ،ذات النطاقين،تعطينا دروسا في الجود و السخاء.
يقول ابنها عبد الله:
"
مارأيت امرأتين قط أجود من خالتي عائشة وأمي أسماء،لكن جودهما مختلف:أما خالتي فكانت تجمع الشيء إلى الشيء،حتى إذا اجتمع عندها ما يكفي،قسمته بين ذوي الحاجات،وأما أمي فكانت لاتمسك شيئا إلى الغد"وكانت ذات النطاقين توصي بناتهاو أهلها قائلة:
"أنفقن و تصدقن ولا تنتظرن الفضل،فإنكن إن إنتظرتن الفضل لم تفضلن شيئا"وهو ما تغفل عنه الكثير من نساء المسلمين رغم أن رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام أوصانا،نحن معشر النساء، بالإكثار من الصدقة :"
تصدقن يامعشر النساءولو من حليكن" رواه البخاري.فنرى بعض نسائنا لا يترددن في انفاق الأموال الكثيرة على زينتهن و لباسهن ومتاع الدنيا الزائل ولا يبالين في حين أنهن يحسبن للأموال حق الحساب لو تعلق الأمر بالصدقة على الفقراء و المساكين والمحتاجين.
الأم الصابرة المحتسبةضربت أسماء رضي الله عنها مثلا حيا لنساء المسلمين في تربية الأولاد على التمسك بالحق ولو كان فيه هلاكهم،فلم يمنعها خوفها على ابنها عبد الله بن الزبير، وكانت قد اقتربت من المئة وفقدت بصرها،لم يمنعها هذا من قول كلمة الحق و دفعه إلى ميدان القتال لينال الشهادة في سبيل الله،فقد واسته حين خذله أهله وأولاده وأوصته بالصبر في موقف سجله لها التاريخ.
يقول اصحاب السير:
ودخل عبد الله على أمه أسماء فقال:يا أمّه،خذلني الناس،حتر ولدي وأهلي،ولم يبق إلا اليسيرممن ليس عنده من الدفع إلا صبر ساعة،والقوم يعطونني ما أردت من الدنيا،فما رأيك؟فقالت:"والله يابني أنت أعلم بحالك،إن كنت تعلم أنك على حق فامض له فقد قتل عليه أصحابك،وإن كنت إنّما أردت الدنيا فبئس العبد أنت أهلكت نفسك و من قتل معك…وإن قلت إني على حق فلما وهن أصحابي ضعفت،فهذا ليس فعل الأحرارولا أهل الدين".فدنا ابن الزبير فقبّل رأسها،وقال:هذا رأيي،ولكن أحببت أن أعلم رأيك فزدتني بصيرة……….." هذه هي أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما،أصدق مثال للتضحية والبذل والعطاء،فأين نحن من ذات النطاقين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اللهم اهدنا لما فيه الخيروالصلاح...