البتار الشامي
hشرح ذكر اللهم اني اسألك علما نافعا‎ Bsm18

مرحبا بك أخي الزائر. نرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا حتى تستفيد من مطالعة كافة اقسام الموقع وحتى المخفية عنك. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه

شرح ذكر اللهم اني اسألك علما نافعا‎ Get-9-2008-do7a_com_99c52xj5
البتار الشامي
hشرح ذكر اللهم اني اسألك علما نافعا‎ Bsm18

مرحبا بك أخي الزائر. نرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا حتى تستفيد من مطالعة كافة اقسام الموقع وحتى المخفية عنك. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه

شرح ذكر اللهم اني اسألك علما نافعا‎ Get-9-2008-do7a_com_99c52xj5
البتار الشامي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

البتار الشامي

ديني يتكلم عن هموم الأمة الإسلامية
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 شرح ذكر اللهم اني اسألك علما نافعا‎

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابنة القسام
عضو متابع
عضو متابع
ابنة القسام


عدد الرسائل : 44
السٌّمعَة : 4
نقاط : 64
تاريخ التسجيل : 25/03/2009

شرح ذكر اللهم اني اسألك علما نافعا‎ Empty
مُساهمةموضوع: شرح ذكر اللهم اني اسألك علما نافعا‎   شرح ذكر اللهم اني اسألك علما نافعا‎ I_icon_minitimeالأحد أبريل 12, 2009 6:59 am

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه
أجمعين..


ماذا يجب أن يكون في قلب الذاكر اتجاه الذكر ؟

أولاً: ما هو الذكر؟
الذكر كلام يجري على اللسان، والألسنة مغارف القلوب، فالذكر لابدّ أن
يمثّل اعتقاد في القلب، لا يكون الأمر مجرّد كلمات تجري على اللسان وليس لها أثر.
فالذكر ناتج معتقد في القلب.

كي تكون ذاكرًا كما يبغي لابد أن تعتقد
أمران:

1- تكون معظّمًا لله
2- تكون متعلّقًا بالله

قلب متعلّق ومعظّم، سيخرج من لسانه الذكر، فلو كان أحدًا يحب شخصًا أو يعظمه، فلابدّ أن يكون
لاهجًا بذكره.

الذكر مؤثّر على من ؟
مؤثّر على صاحبه.

ما الفرق بين التعظيم والتعلق ؟
مفهوم التعلق: كلّما أكثرت الذكر، كلّما ازداد القلب تعلّقًا.
مفهوم التعظيم: حتى تكون ذاكرًا، قلبك لابد أن يكون على هيئة معينة.

كلّما ازددت ذكرًا، ازداد قلبك تعلقًا وتعظيمًا.

كأننا في دائرة:

قلب معلّق معظّم لله --> ينتج عنه ذكر --> فيزداد قلبه تعلقًا وتعظيمًا

ماذا يجب أن يكون مقصد الذاكر ؟
مقصده التعبّد، لا يريد من وراء
ذكر إلا أن يكون عبدًا ذليلاً لله.
من أجل ذلك أثنى الله على الذاكرين، ورغب
الله تعالى الذاكرين بأنه سبحانه يذكر من ذكره على قدر إخلاصه، وأن لا يكون المقصد
إلا التقرب إلى الله بالذكر، وأن الله تعالى يقبل العبد على قدر ما يذكر الله.

قاعدة مهمة:
كل الجزاءات التي ذكرت في كتاب الله معلّقة بوصوفات،
وعلى قدر تحقق الوصف؛ على قدر حصول الجزاء.
مثلاً: يخبر الله تعالى من وعوده أنه ينجي المؤمنين.

أين الوصف ؟ المؤمنين.

أين الجزاء ؟ النجاة.
فعلى قدر الإيمان تحصل النجاة، على قدر تحقّق الوصف، على قدر تحقّق الجزاء.

من الجزاءات أن يذكر الله الذاكر، يترتب على ماذا ؟ الذكر.
يعني: كن من الذاكرين يذكرك الله
نحن نقول على قدر الوصف يحصل الجزاء، يعني كلما كنت ذاكرًا أكثر، كعدد ؟!
على ذلك أصبح الذاكرين لله سواء؟!
الجواب: لا، على حسب إحسانهم في الذكر.
كلما كنت ذاكرًا أحسن يأتي هنا الحسن

كيف يأتي الحسن في الذكر؟ على
قدر تعلق القلب بالله, على قدر الإخلاص, ليس لي مقصد إلا أن يذكرني الله فيمن عنده.
على قدر ما تكون من الذاكرين، تكن من المذكورين عند الله, إذن الذاكرين
لله ليسوا سواء, على حسب إحسانهم في الذكر, و على ذلك لا يتساوون أبدا, كلهم خير,
فالذاكر خير من الساكت, لكن الذاكر مع ذاكر آخر عند المقارنة يتفاوتون حسب حسانهم في الذكر.

أناس مشتركين في أذكار الصباح والمساء ولا يتساوون في الجزاء، و أنا نفسي أحيانًا أقول الذكر وأنا جامعة قلبي، وأحيانًا وقلبي منفلت عني، وأحيانًا في المجلس الواحد!
فأذكار الصباح و غيرها عندما تجمع قلبك يكون الجزاء أعظم, فالله سبحانه و تعالى يحاسبنا على حسب ما قام في قلوبنا, الله تعالى ينظر إلى قلوبنا و أعمالنا, أي إلى قلوبنا حال قيامنا بالأعمال, ((إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى أَجْسَادِكُمْ وَلَا إِلَى صُوَرِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ)) رواه مسلم.

قبل أن ندخل في شرح تفصيلي عما سنختاره اليوم من أذكار بأمر الله تعالى، نذكر ثلاثة مفاهيم:
الأول: أن الذكر ناتج عن تعلق وتعظيم, وهما يأتيان من كثرة العلم عن الله تعالى.
إذن فالتعظيم والتعلق ثمرة العلم عن الله, عن أسمائه و صفاته.

الثاني: أن الذكر مؤثر على قلب الشخص؛ بسبب زيادة التعلق وزيادة التعظيم, فكلما كان العبد ذاكرًا لله؛ كلما كان قلبه
معلّقا بالله, وكلما كان القلب متعلقًا بالله؛ كلما ازداد لله ذكرًا.

الثالث: أن الجزاءات المترتبة على الذكر على قدر إحسانك.فلنضرب
مثال من نفس الأذكار ونرى هل الناس فيه سواء.
مثال: سيد الاستغفار نطبق عليه
المفهوم الثالث ((وَمَنْ قَالَهَا مِنْ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ
يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّة...)) رواه البخاري

الجزاء المترتب عليه : ((وَمَنْ قَالَهَا مِنْ النَّهَارِ مُوقِنًا
بِهَا فَمَاتَ... فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّة...)).
مفتاح الكلام : مُوقِنًا

الشرط : مُوقِنًا بِهَا .

فالناس قد يختلفوا في درجة اليقين، فممكن أحد يكون له سيد الاستغفار سببا أن لا يدخل النار أبدًا، و ممكن يكون أن لا يقف حتى عند الحساب، و ممكن يخرجه من النار بعد دخوله إليها، كلهم ينطبق عليهم كلمة ((دخل
الجنة)) لكن يختلفوا على حسب يقينهم بما هو موجود في الذكر.
ونذكر: الذاكر خيرًا
من تارك الذكر، ولكن الذاكرين متفاوتين، وأهم ما في الإحسان أن لا تذكر إلا قاصدًا رضا الله فقط.

هل يترتب على الأذكار في السنة مصالح ؟
مثل قول: ((بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي
السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)) رواه الترمذي وأبو داود وصححه الألباني،
فلا يضره شيء, ماذا أفعل بهذه المصلحة؟ هل أتركها وأهملها؟
((لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ)) هذا جزاء مرتب عليه, ولكي تكون محسنًا يجب أن تذكر الله من أجل رضاه
تعالى, فهل هناك تعارض بين المفاهيم الثاني و الثالث؟
نقول: لا بأس بالمصالح التابعة, أنت أذكر الذكر وهذه المصلحة التابعة ستأتي ولا بد.
قاعدة: لو أن الأذكار رتب عليها مصالح -بالنص- فلا بأس بالمصالح التابعة.
ماذا يعني ذلك ؟
هناك شيء اسمه مصالح أصلية, ومصالح تابعة, المصالح الأصلية: هي المصالح الأخروية, مثل: ((دخل الجنة)), و المصالح التابعة: ((لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ)) تتحقق بالدنيا.فالذاكر يذكر الله طلبًا لرضاه, وحصول المصلحة التابعة سيحصل في جميع الأحوال, فعند قولي -مثلاً- ((بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ.. )) يكون الذكر في قلبي, والمصلحة التابعة تأتي ولابد.
1- فالأصل أن نقول الأذكار لنكتب عند الله من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات، وأن أحصل على
المصالح الأصلية، كدخول الجنة والنجاة من النار, والمصالح التابعة تأتي ولابد.
2- على حسب قوة التفات القلب لله, أي يكون في القلب ثقة بتحقق الوعد, فالله سبحانه لا يخلف الميعاد.

ماذا أفعل في قلبي من أجل أن أكون من الممدوحين؟
أذكر الله من أجل أن أكون من الذاكرين عنده, والمصالح التابعة تأتي, وأتيقن بتحقيق الوعد, أنظر له بيقين تام أنه وعد من عند الله؛ لأنه قد يقع في القلب شك، فمادام الحديث صحيحًا لا ينبغي أن يقع بالقلب نوع من الشك.

مثل حديث الاستغفار نقول:

أولاً: الحديث صحيح.
ثانيًا: لا يوفق إلى هذا إلا من كان صادقًا.
3 - والحديث فيه شرط, من حققه حصل على الجزاء المذكور, إذًا لا مشكلة
على الأجور المترتبة.

فمقصدك أن تكون من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات،
فهل في القلب مصلحة أرجى من أن يكون الله تعالى ذاكرًا لنا؟!
لا مصلحة أرجى من ذلك، فيجب أن أجمع قلبي على ذكر الله, ولا أشتت نفسي, فكلما ازددت يقينًا بما تقول
وجمعت قلبك على الله, كلما ازدادت المصلحة المترتبة التابعة للذكر, فتفكيرك منصرف على تعظيم الرب والثناء عليه, فمادام القلب معلقًا بالله وتعظيمه ومعيّته, وأنه تعالى مالك الملك, الذي يملك الضر والنفع, فبالتأكيد لن يضرّ العبد شيء, فعلى قدر تحققي بالوصف يأتيني الوعد, {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَاد}


كيف يدفع الله عني الضر ؟
بيقيني أن الله تعالى مالك الملك، الذي يملك الضر والنفع ..
لما أقوله وأنا معتقد متيقن، فسأقول أن الله تعالى مادام وعد عباده القائلين لهذا الذكر بهذا الوعد، فهذا وعد الله ولا يخلف الله وعده، مادام وعد عباده بهذا الوعد لابد أن يحقق وعده، وهذا الكلام مهم جدًّا؛ لأنّ الناس عند
الأذكار لا يفكرون بها إلا على أنها مجرد تحصين!
وأحيانا يأتي شخص ويقول الذكر, ولا تأتيه المصلحة التابعة التي أرادها, فيقول: هاأنا ذا قد قلت ولم يحصل!
نقول له: هو ليس سحر، ولكن على حسب ما قام في قلبك من استشعار أن الله هو الذي يدفع الضر
ويجلب النفع, حيث هناك مصلحة كبرى, وأخرى تابعة, هو يترك المصلحة الكبرى، ويريد المصلحة التابعة, وبينما يجب أن ينصرف تفكيره إلى أن الله سبحانه هو مالك الملك, والمصلحة الأصلية أن تكون من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات, فعلى قدر التفات قلبي للمصلحة الأصلية, على قدر تحقق المصلحة التابعة.دين الله رأس مالي, ولقاء الله تعالى أهم الهموم, يعيش الإنسان يذكر كل شيء إلا الله!
أخراك هي أهم شيء, لقاء الله هو أهم الأمور, كيف تلقاه وأنت ما معك ما يجعلك عند الله من المقبولين؟!
فالدنيا دار ممر, والآخرة دار المستقر.
الدنيا مزرعة, يجب أن أزرع فيها كما ينبغي؛ لأن البعض يذكر الأذكار على أنها حصن ولا يهتم بالمعاني, فالمقاصد العليا هي الأولى, فحضور القلب هو المقصد الأعلى.

من أذكار الصباح:
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُولُ إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ حِينَ يُسَلِّمُ: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا
نَافِعًا وَرِزْقًا طَيِّبًا وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا)) رواه ابن ماجه وصححه الألباني، وفي رواية ((عملاً صالحًا)), نناقش هذا الذكر,
وما نعتقد فيه..
المسألة الأولى: هذا الذكر خاص بالصباح, في الحديث أنه من أذكار الصباح, كأن العبد يقول: هذه الثلاثة هي أهدافي التي أسأل الله تعالى أن يحققها لي، وهي غاية الغايات.

ما هي الأهداف؟
1.العلم النافع
2.والرزق
الطيب
3.والعمل المتقبل
فهذه أهداف المسلم في الحياة, فهي مرادات العبد اليوم وكل يوم, فهو يذكر نفسه بمراداته كل يوم.

المسألة الثانية: لابد أن يقع في قلب العبد الذي يقول الذكر ((اللهم إني أسألك)) معنى ذلك أن هذا العبد الذي يخطط
ليومه, معتقدا أنه لا حول له ولا قوة في تحقيق أو تحصيل العلم الذي ينفعه, والرزق الذي يكون عليه طيبًا, ولا العمل الذي يكون جزاؤه أن يكون مقبولاً, ولا بد أن يقع في قلب العبد الذي يقول الذكر التبرؤ من الحول والقوة, وعرفناها من ((اللهم إني أسألك)) فأنا عبد ضعيف لا أملك أن أحقق لنفسي الأهداف الثلاثة.فهذه فائدتين عرفناهما عن الذكر.
المسألة الثالثة: أن العلم والرزق والعمل وصفوا بوصوفات.

العلم النافع:

لماذا ابتدأ بالعلم؟
لأنه إذا وجد العلم
استطاع العبد أن يعرف معلومتين:
1-هل هذا الرزق طيبا أو لا؟
2-هل هذا العمل صالحا أم لا؟
إذًا رأس المسألة الذي يصلح حالك هو العلم النافع, وأشرف العلوم هو العلم عن الله, فهو الذي يجعل قلبك يعمل.

ينقسم العلم إلى قسمين: علم نافع, وعلم غير نافع.
ما هو العلم النافع؟
هو كل ما يزيدك إلى الله قُرْبًا, الأصل أن العلم النافع هو علم الشريعة, وغيره من العلوم وإن كان نافعًا نسبيًّا فليس هو
العلم النافع، يعني أنا أبذل مائة بالمائة، ممكن تنفعني عشرة بالمائة!.

هل كل من تعلم العلم الشرعي كان نافعًا له؟
لا, بل ممكن أن يكون العلم سببًا في هلاكه! بدليل أن أول من تسعّر بهم النار ثلاثة: من بينهم قارئ القرآن.
وبالعكس كل من دخل باب العلم ازداد تعلقًا ورجاءً وخوفًا على أن يكون هذا العلم عليه نافعًا, فلا نفرح بمجرد دخول العلم, فأهم العلم ما يعلمك عن الله.

ما علامات
العلم غير النافع؟
له علامات كثيرة, أهمها ترك العمل به.
مسألة: لو تعلم علمًا ولم يعمل به, ماذا يكون موقفه؟ هل يترك العلم؟
مشكلة أن الشخص عندما يتعلم يتصور أن العمل المطلوب هو في جوارح، العمل ليس فقط في الجوارح, بل في القلب ومن ثم في الجوارح؛ لأن ((فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ
وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ)) رواه البخاري،
فما هو التغيير الذي حصل في قلوبنا؟! فلا نغتر بتحصيل الكثير من العلوم, فالمنافقون
كانوا يحضرون مجالس رسول الله -عليه الصلاة و السلام-, وأين كانت المشكلة؟
علامة العلم النافع: العمل به, فهو المؤثّر على القلب, فهو الذي يحرّك القلب ويجعله يعمل,
فليس المقصود العمل الظاهري أي عمل الجوارح, بل المحرك لهذه الجوارح.

الرزق الطيب:

فهناك رزق طيِّب, ورزق غير طيِّب.
لماذا أتى بعد العلم الرزق؟
لأنه كلما تيسر للعبد الرزق، كلما تفرغ للعمل الذي يقرب إلى الله، ويسر له.
هل معناه أنه أصبح غنيًّا؟ لا, بل وقع في قلبه الاكتفاء وترك الطمع.

مسألة: لما يقع في قلبك ترك الطمع في الدنيا وسألت الله رزقًا طيبًا، بقي أن تتفرغ للعمل، هل كل من تفرغ من الدنيا انشغل بالآخرة؟
ليس كل من تفرغ من الدنيا انشغل بالآخرة؛ إذًا أطلب أن توفّق لعمل صالح.
فكأن العبد يقول: يا رب علّمني ما يطرد الدنيا من قلبي ويقرّبني من الآخرة، فيأتيك رزقك من غير أن تنشغل به
ومن غير جهد بدني, وأن تقنع به.

ما هو الرزق الطيِّب؟
هو الحلال, ويدخل فيه البُعْد عن الشبهات, وعن الحرام...

هل كل رزق حلال يكون طيبًا؟

هذا الرزق كي يكون طيبًا لابدّ أن لا ينشغل العبد بالغاية الحقيقية للحياة، لك أن تتخيلي أن ملك الموت يناديه, وهو مشغول في طلب الرزق! هل هذا رزق طيب؟!

وصوفات الرزق الطيب:
1- أن يكون حلالاً, فليس حرامًا ولا مشبوهًا.
2- أن لا يشغل عن الغاية من الحياة, وهي الآخرة, فلا يكون سببًا للانشغال القلبي, ولا سببًا للإنهاك البدني.
3- أن يعين عليها.

عندما يفكر الإنسان لحظة تكفين الميت ودفنه, هذه اللحظات تمثل ما يجب أن يهتم به في الدنيا, فهذه الخرقة -الكفن- هي للستر, فعندما تلبس لا تفكر إلا أن يكون سترًا لك، وعندما تطيب أعضاء السجود لدى الميت, فانشغل أنت بأعضاء سجودك، فالدنيا أخذت بقلوب الناس, وكثرة التوافه الشاغلة صرفت قلوبهم، صرفت جهودهم, وأصبح الشخص لا يكتفي بما لديه من مال, وكل هذا لمجرد الترف والغرق في الدنيا! إلى أن ابتلينا بغلاء الأسعار, وتأدبنا بسقوط الأسهم!و لم نتأدب .
اطلب من الله رزقًا حلالاً، ورزقًا لا يشغل قلبك عن الغاية، من أجل ذلك قال ابن عمر "لا تكن قطربًا في النهار جيفة في
الليل".
والقطرب: حيوان كثير الحركة, والعرب تمثل به لكثرة تحصيله.

ما موقف من يتعب من تحصيل المال ثم نقول له تعال أنفقه ؟
{وَمِمَّا رَزَقْنَاهُم}
هذا رزق، نحن أمرنا أن ننفق مما أمرنا الله أن ننفقه، فكل من طلب رزقًا طيبًا, فقد
سأل الله أن يرزقه رزقًا حلالاً لا يشغله عن الغاية, ويهون عليه إنفاقه.
الإنسان لن يأخذ إلا ما كتب له, فتأتيه الدنيا راغمة, الذي جرى وراء الدنيا, والذي قام بالحد الأدنى لا يأتيهم إلا ما كتب لهم, ولكنه يختلف في نفوسهم, وهذا الكلام لا يعني من قريب ولا بعيد التكاسل في العمل.
فتوسل إلى الله أن يجعل رزقك هيّنًا ليّنًا؛ من أجل أن تتفرّغ للغاية التي من أجلها خلقت.

عملاً متقبّلاً:
و هذا يدل على أن العمل ينقسم إلى قسمين:
1-عمل متقبّل.
2-عمل غير متقبّل.

ما المقصود بالعمل؟
هو القربة إلى الله, أي العبد يقول يارب يسر لي عمل أتقرب به إليك وتقبله مني.
لما تعمل ستحمل همًّا، حمل همّ قبول العمل،
وهذا الهمّ في أحيان كثيرة مع الانشغال في الدنيا وكثرة همومها ننساه!
لابد أن يكون عندك هموم, وينبغي أن تكون الآخرة أكبر الهموم, فعند العمل يحمل المؤمن همًّا,
همّ قبول التوبة, قبول الاستغفار, قبول الذكر, هذا الهمّ يحمله الصالحون, ولابد من بقاء حمل همّ التوفيق للعمل وقبوله.
الهمّ الأول: هو همّ التوفيق للعمل وقبوله.

معنى التوفيق للعمل:
أن يقوم بالعمل بالشرطين وهي:
1- الإخلاص لله تعالى.
2- متابعة سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-.

الهمّ الثاني: همّ الانفراد في القبر, فطلب الأُنس من طباعنا, والوحشة همّ حقيقي, وهي همّ على القلوب,
وصعبة على النفوس, فاحمل همّ بقائك وحيدًا.

الهمّ الثالث: -أهم الهموم- وهو لقاء الله عزّ وجلّ.

إذًا الذي يقول هذا الذكر كأنه يقول: اجعل همّي دائرًا في همّ الآخرة, وأن يكون لي أنيس في قبري, وأن يكون هذا العمل سببًا لرضاك عني وقت لقائك.
"فهذا دعاء عظيم النفع كبير الفائدة، يحسن بالمسلم أن يحافظ عليه كل صباح تأسيًّا بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ثم يُتبع الدعاء بالعمل، فيجمع بين الدعاء وبذل الأسباب؛ لينال هذه الخيرات العظيمة والأفضال الكريمة، والله وحده
الموفّق والمعين على كل خير"



الشيخ عبد الرزاق البدر من كتابه فقه الأدعية
والأذكار

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
البتار الشامي
مدير الموقع
مدير الموقع
البتار الشامي


عدد الرسائل : 2488
العمر : 42
السٌّمعَة : 2
نقاط : 963
تاريخ التسجيل : 24/08/2008

شرح ذكر اللهم اني اسألك علما نافعا‎ Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح ذكر اللهم اني اسألك علما نافعا‎   شرح ذكر اللهم اني اسألك علما نافعا‎ I_icon_minitimeالأحد أبريل 12, 2009 12:27 pm

جزاك الله خيرا على هذا النقل الطيب بارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abualfida.ahlamontada.net
الزرقاويه
مشرفة
مشرفة
الزرقاويه


عدد الرسائل : 595
العمر : 40
السٌّمعَة : 2
نقاط : 678
تاريخ التسجيل : 27/01/2009

شرح ذكر اللهم اني اسألك علما نافعا‎ Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح ذكر اللهم اني اسألك علما نافعا‎   شرح ذكر اللهم اني اسألك علما نافعا‎ I_icon_minitimeالأحد أبريل 12, 2009 12:47 pm

قلب معلّق معظّم لله --> ينتج عنه ذكر --> فيزداد قلبه تعلقًا وتعظيمًا
كلام جدآ جدآ رائع أختي الحبيبة أبنة القسام
بارك الله فيك
شرح ذكر اللهم اني اسألك علما نافعا‎ 5285
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابنة القسام
عضو متابع
عضو متابع
ابنة القسام


عدد الرسائل : 44
السٌّمعَة : 4
نقاط : 64
تاريخ التسجيل : 25/03/2009

شرح ذكر اللهم اني اسألك علما نافعا‎ Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح ذكر اللهم اني اسألك علما نافعا‎   شرح ذكر اللهم اني اسألك علما نافعا‎ I_icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2009 3:19 am

شكرا أخي ابو الفداء و اختي الزرقاوية على المرور و التعليق الطيب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شرح ذكر اللهم اني اسألك علما نافعا‎
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البتار الشامي :: المنتدى الديني :: مواضيع دينية-
انتقل الى: