البتار الشامي مدير الموقع
عدد الرسائل : 2488 العمر : 42 السٌّمعَة : 2 نقاط : 963 تاريخ التسجيل : 24/08/2008
| موضوع: :::::::::::::: لكل جواد كبوة :::::::::::: قصة قصيرة :::::::::::: الثلاثاء أبريل 28, 2009 10:31 am | |
| لكل جواد كبوة
صديق العمر عاد من السفر بعد عشرة أعوام قضاها في إحدي دول الخليج ، تظهر عليه أمارات سعة الرزق ساعة ثمينة تلف رسغه الأيمن قميص أبيض عندما تمسه الريح ينساب كالموج الخفيف حذاء أسود له بريق ظاهر من أثر اللمعان نظارة طبية كأنها تٌلبس لأول مرة سمين بعض الشيء معه سيارة حديثة تجمع بين القوة والمظهر عندما قابلني كانت سعادته لا توصف وكان لقاءاً حارّاً تكلمنا فيه عن ذكريات المراهقة وحكايات المدرسة الثانوية وكيف كنا نتعامل مع الطلبة والمدرسين ومع مدير المدرسة وتكلمنا عن لعبنا الكرة والسفر والترحال إلي أن تأخر الوقت فاستأذنت منه علي أمل اللقاء قريبا فقال بل نحدد اللقاء الآن فنظر إليَّ بابتسامته المعهودة وقال : أنت معزوم علي الغداء عندي يوم الجمعة القادم ولا يوجد لدي أي استعداد لقبول عذر لك فابتسمت ثم أومأت برأسي علي الموافقة ثم خرجت من عنده ورجعت إلي منزلي أيقظت أولادي وزوجتي لصلاة القيام وكانت عادة لنا أن يصلي الجميع جزءاً من الليل كل ليلة وبعد أن توضئت ودخلت في الصلاة أحسست أنني لست علي مايرام لأنني بدأت أفكر في جلسة الليلة مع صديق العمر بيته جميل وكذا سيارته ولبسه ومطعمه ومشربه ثم مرت علي ذهني سنوات العمر الماضية حيث أنني أعمل موظف حكومي براتب متوسط لا يكفي والحمد لله لنصف الشهر وإذا ألمت بالعائلة أي ظروف طارئة وقعنا في حيص بيص ! فإذا مرض أحد أبنائي لا تسمح ظروفي بأن أذهب به إلي عيادة خاصة فإن هذا من الترفيه بل أذهب إلي العيادات الخيرية الملحقة ببعض المساجد حيث الأطباء حديثي التخرج ممن يتعلمون علي جثث أطفالي وأطفال غيري ! ولكن ما باليد حيلة وعندما يكتب لي طبيب من هؤلاء روشتة فيها ثلاثة أصناف أو أكثر أشعر بفقري وعجزي لأنني من أين آتي بالمال حيث أن الدواء في ارتفاع دائم ومرتبي كإيمان المرجئة لا يزيد ولا ينقص ! لم أُطل في صلاتي تلك الليلة وشعُرت زوجتي بأنني علي غير الحال المعهود فسألتني برفق – وهذه عادتها معي – أنت مهموم ؟ قلت لها : ماذا ؟ فأعادت علي السؤال فكان ردي أنا بخير والحمد لله فقالت : ولكنك علي غير عادتك فقصصت عليها ما جال بخاطري وأنا أصلي وشعوري المفاجيء نحو صديق عمري والنظر إليه بعين أخري غير التي أنظر بها دائما فقالت لي : الحمد لله نحن في نعمة وعافية لا تنظر إلي حالنا بل انظر إلي غيرنا ممن يعيشون في المقابر وفي عِزَب الصفيح والحواري الضيقة وكثير منهم لا يجد قوت يومه بل وكثير منهم لا يجد مكانا يقضي فيه حاجته ثم نظرت إليَّ نظرة الشفوق وقالت : استعذ بالله من الشيطان الرجيم ولا تجعل قلبك يلتفت إلي زينة الحياة الدنيا فإننا والحمد لله ممن أقبل علي الله فأقمنا أنفسنا والناس نيام وأصلحنا أبداننا بالصيام وطهرنا قلوبنا بحب الرحمن فلم ننظر يوما إلي من هم فوقنا بل تأسينا بمن هم تحتنا وعلمنا أننا لن نأخذ من الدنيا شيئا وأننا راضون بما قدَّره لنا فلا يعيبنا فقرنا وقلة مواردنا فهذا أيسر في سؤال الآخرة وأسرع في الولوج لجنة الرحمن ترقرت عيني لكلامها وتذكرت كلام ربي وحياة أشرف الخلق صلي الله عليه وسلم وصحابته الأخيار وأتباعة الأحرار فلم يعرفوا الدنيا مع مُلكِها وأنا أسعي إليها مع بُعْدِها فما الذي حدث لي ؟ وكيف نزلت إلي هذا الدرك ؟ فوضعت زوجتي يدها علي كتفي ومسحت دموعي بكفها وقالت : لكل جواد كبوة فعملت لذلك اليوم أعمالا كثيرة لعل قلبي يلتئم !
تمت
-- - | |
|
الزرقاويه مشرفة
عدد الرسائل : 595 العمر : 40 السٌّمعَة : 2 نقاط : 678 تاريخ التسجيل : 27/01/2009
| موضوع: رد: :::::::::::::: لكل جواد كبوة :::::::::::: قصة قصيرة :::::::::::: الثلاثاء أبريل 28, 2009 4:47 pm | |
| يالله نعم وربي صدقت الله المستعان وعليه التكلان وبه الأطمئنان ولا حول ولا قوة إلا بالله وجزأك الله خيرآ أخي على هذه القصة القيمه | |
|
البتار الشامي مدير الموقع
عدد الرسائل : 2488 العمر : 42 السٌّمعَة : 2 نقاط : 963 تاريخ التسجيل : 24/08/2008
| موضوع: رد: :::::::::::::: لكل جواد كبوة :::::::::::: قصة قصيرة :::::::::::: الأربعاء أبريل 29, 2009 6:09 am | |
| واياكم شكرا للمرور والتعليق اختي | |
|