السلام عليكم
حياكم الله
أخوكم فارس الجنان.... يحييكم
تعالوا نلقى نظرة سريعة على أحد التابعين
صلة بن أشيم
والذى قال عنه الحافظ بن كثير :
( كان صلة يصلى من الليل حتى ما يستطيع أن يأتى الفراش إلا حبوا )
ومن مواقف صلة الرائعه
والتى يحكيها جعفر بن يزيد
يقول جعفر :
خرجنا مع جيش من جيوش المسلمين إلى كابول رجاء أن يفتحها الله لنا
وكان فى الجيش صلة بن أشيم
فلما أرخى الليل سدوله ونحن فى الطريق
حط الجند رحالهم وأكلوا طعامهم
وصلوا العشاء
ثم مضوا إلى رحالهم يلتمسون حظا ً من النوم والراحه
يقول جعفر :
فرأيت صلة يمضى إلى رحله كما مضوا
ويرقد وينام كمافعلوا
فقلت فى نفسى والله لأراقبنه الليله
كى أعلم مايشيعونه عنه من قيامه لليل حتى تتورم قدماه
ويكمل جعفر فيقول :
فلما غلب الناس النوم واستغرقوا فى سباتهم وعلا صوت شخيرهم
رأيت صله وقد قام من رقاده فى تؤدة وحذر كى لا ينتبه لحركته أحد
ثم انحاز عن المعسكر
واستتر بعيدا فى ظلام الليل
حتى دخل فى كثيف الأشجار
واتجه الى القبله
ووقف يصلى
واستغرق فى صلاته
يقول جعفر
وانا ارقبه من بعيد
وأتأمل وجهه
فكان مشرقا ً بالنور فى تؤدة وطمأنينه وفجأه
وفجأه
وفجأه
خرج علينا أسد ٌ كاسر ٌ من بين الأشجار يمشى فى زهو
فلما رأيته انعقد لسانى من الخوف
واضطرب فؤادى
وازداد خوفى
وأسرعت فعلوت شجره
وتقدم الأسد
واقترب من صلة
حتى اصبح على بعد خطوات منه
فوالله ما التفت إليه ولا اهتم له
ولا خاف منه
وظل مستغرقا ً فى صلاته
التى طالت وامتدت
فلما سجد صله
قلت فى نفسى : الآن يفترسه الأسد ويلتهمه
وبعد أن رفع من سجوده
وقعد للتحيات
وقف الأسد بجانبه
ينظر إليه
ويتأمله
ثم سلم من صلاته
وتمتم بكلمات لم أسمعها لبعدى عنه
ولم يلبث الأسد بعد هذه الكلمات إلا أن ولى ظهره
ورحل
وهو يزأر وزئيره المرعب يشق ظلام الليل وسكونه ويخرق صمته
ولما انبلج الفجر
قام صله
وأدى صلاة الفجر
ثم شرع فى الدعاء والإبتهال
وقال
اللهم إنى أسألك أن تجيرنى من النار
وهل يجترئ ُ عبد ٌ خاطئ ٌ مثلى أن يسألك الجنه ؟
ومازال يكررها
حتى بكى وأبكانى
ثم رجع إلى المعسكر ولم يفطن لفعله أحد سواى
وبدا لأصحابه فى الخيمه كأنه بات معهم طوال الليل
يقول جعفر :
وكنت قد عدت بعده إلى خيمتى
وبى من سهر الليل مابى
من فتور الجسم
وخوف الأسد
وكان بى ماالله عالم ٌ به
ثم جالست ُ صله بعدها
ورويت ُ له ماكان منى
وكان كل همى أن أعرف حديثه ُ مع الأسد
فذلك أمر ٌ خارق
غير معهود
ولا تكاد تصدقه العقول
ولولا أنى رأيته بعينى ماصدقته
ولا رويته لأحد
فلما سألت صلة عن حديثه مع الأسد
فتبسم لى
وفى ابتسامته اشراقه وضياء ثم قال
لقد قلت له بلسان الحال لا المقال
أيها السبع
إن كنت أمرت بشئ فافعل
وإلا فاطلب الرزق فى مكان آخر
( يعنى إن جئت لأكلى فأنا أمامك أنتظر قدر الله وإن كان غير ذلك فارحل )
فرحل الأسد
فسبحاااااااااااااااااان الله
سبحااااااااااااان الله
سبحااااااااااااان الله
سخروا أنفسهم لله
فسخر لهم الله كل شئ
وانتظروا قريبا
( صلة بن أشيم وابنة عمه معاذه )
لنرى ماكان من قصتهما معا ً