ما الذي تحتاجه الأمة اليوم في خضم هذا الزخم من المعضلات والمشكلات ؟؟
هل تحتاج كثيرا من الكلام السياسي والدبلوماسي الأرعن ؟
أم قد ملت من الكلام على الاصلاح والسلام وتشرد النساء والولدان في بلى الخيام ؟؟
هل تحتاج الأمة اليوم إلى هذا لزخم الإعلامي الطاغي على مسمع العالم ومشهده كي تنهض من سباتها الذي غرقت فيه من قديم ولم تقم منه إلا وقع الضربات الموجعة من كل حدب وصوب ؟؟
أنا لا أسأل هذه الأسئلة أطرحها على السياسيين لأنني أعلم أن السياسي يملك من الأجوبة الديبلوماسية المراوغة مهما كانت السؤالات قوية ومفزعة .
أنا لا أريد جوابا معقد الكلمات مبني على السفسطة المخلة بالأدب .
لا أريد زركشة زائفة للجواب ينبهر به الغبي ويزيده نسيانا لمسألته التي هي سبب وجوده وصلف كيانه ...
لذلك أنا اريد أن أسأل أمي .. نعم أمي تلك المرأة التي لا تهتم بالسياسة ولا بالفكر ولا بالأيديولوجيا ولا الفوضى الإعلامية..
أمي المسكينة التي تعاني من سؤالاتي في الصغر ، ربما هي سؤالات لا معنى لها بالنسبة لي غير مفهومة بالنسبة لها ، لا تستحق جوابا قويا إلا التربيت على الأكتاف .
أمي : أنا اليوم كبير ، نضج عقلي ..كبرت أسئلتي معي .. كبرت وكبرت معها المشاكل والمسائل ..لم أعد صغيرا ..سامحيني أمي أن أقلقت راحتك بكثرة الأسئلة ، لا أريد ضربات منك على كتفي ..فقد ضربني الزمان ، قصمت ظهري الهموم ونكست رأسي في الأرض لست أدري هل أنا مصاب بالخجل من كثرة ما أجد من الفضائح البشرية ؟
أمي أنا أسألك لعلمي أنك تزنين ما ترين في هذا العالم بميزان القيم.
هل هذه هي أخلاق البشر ماأراه من كفر وسوء أخلاق ونفاق ودمار ؟؟
يا أمي قال لي صديق الليبي منذ أيام :
سوف نبقى هنا .. كي يزول الألم
سوف نحيا هنا ... سوف يحلو النغم
موطني موطني .. موطني ذا الإباء
موطني موطني ... موطني يا أنا
رغم كيد العدا .. رغم كل النقــم
سوف نسعى إلى .. أن تعم النعـم
هل يستحق هذا العالم مني أن أبقى فيه مع هذا الألم ؟؟
أين الصديق ؟..أين الأنيس ؟؟... أين الناصح الأمين ؟ أين النصير المنتصر ؟
فقدت الكل لم أجد سواك بقية أمل في حياتي ، هل أستمر
أم أنطلق إلى الناحية الأخرى كي أدمر
وأذيق الكافر الرعديد مني الألم بقية الدهر
أنا لا أتحمل الحمل لوحدي ، أنا لا أعيش في هذا الكون لوحدي ، إن كنت أعيش وحدي فما قيمة الحياة مع الوحدة ؟؟
إن كان معي غيري فلا أرى إلا أشباحا وظلالا .
شخوص لا وجود لها في العالم .
جثث تمشي على الأرض
أنفاس تلوث الهواء
نرجسية تهلك الحرث والنسل
أهذا هو الدين الذي يقولون أنهم به متمسكون ولله منقادون ومستسلمون ؟؟
كم أحتاج لأصحح المسار لهذه البشرية؟
سؤال بعد سؤال وزفرة بعد وفرة .. ثم استوقفتني يد الأم الحنونة
وضعت أمي يدها على قلبي وهي تبتسم بكلمات الأمل : لا تحزن يا ولدي ولا تحمل الأرض على رأسك عما قريب تنكشف الظلمة وتزول الغمة
شكرا لك يا والدتي
فضلكم يا والدي عمني حتى اللجم
كل همنا قد أصبنا .. زادكم بالطبع هم
إن كل ما جنينا .. من جهودكم نجم
والديا خير عوناً .. كان لي عند المحن
أنتِ يا من تملكين .. جنةً تحث القدم
كل قولٌ في لساني .. كل شكراً قدرهم
إجمعو كل المعاني .. من عراب او عجم
لا توافي شكركن .. لا تجاوز العدم
قالها الليبي لوالديه هدية لكل الوالدين ، شكرا لكم وجدت الأمل ، أحسست بالحياة في خضم الوفاة والموت الزؤام
لا ضير فلتستمر الحياة بين الذئاب...
الإثنين مايو 23, 2011 8:27 am
