السرقة لدى الأطفال00؟؟

السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته

السرقة لدى الأطفال نتيجة طبيعية لنقص الوازع
الديني!

الطفولة هي حجر الأساس لبناء رجل المستقبل، وللطفولة دورها
الفعال في تشكيل عقل ووجدان الإنسان وسلوكه، ومن ثم تأثيره في
المجتمع.

وبالتالي لابد ان يدرك كل أب وأم أمورا أساسية في تربية الطفل
وكيفية التعامل معه والبحث في اي تغيير او طارئ يظهر في تصرفاته.

وتمثل
ظاهرة السرقة بين الأطفال انحرافا سلوكيا، وتعد مشكلة من أهم المشكلات التي يجب
مواجهتها وعلاجها في الصغر.

فلماذا يسرق الطفل، وما دوافعه لذلك، وكيف يمكن
التعامل مع اللص الصغير ومعالجة هذا السلوك في الصغر، حتى لا يستفحل امره ويخرج على
السيطرة في الكبر
السرقة لدى الأطفال باتت ظاهرة مؤرقة فهل هي فطرية أم مكتسبة
؟

- السرقة لدى الأطفال هي احدى العادات السلوكية المكتسبة التي لا ترجع الى
اي دوافع فطرية، بل يكتسبها الأبناء من المحيط الذي يعيشون فيه عن طريق التقليد،
وبالتالي يمكن تجنبها اذا ما نجحنا في تقديم تربية صالحة لأطفالنا، وحذرناهم من
عواقب هذا السلوك الانحرافي الذي لا يجلب لهم الا الشر والأذى.
تملك
القوة

< هل هذه السرقة تعبر عن شيء؟

-
نعم، لأن السرقة نوع من السلوك يعبر به صاحبه عن حاجة شخصية، أو نفسية، اساسها
الرغبة في التملك بالقوة، ومن دون وجه حق، او بسبب العوز والحاجة، وخصوصا عندما يجد
الطفل اقرانه يحصلون من ذويهم على كل ما يشتهون ويطلبون، بينما لا يستطيع هو اشباع
حاجاته ورغباته اسوة بزملائه.

< وهل هذا السلوك يكون له تأثير في
الآخرين؟

- بالتأكيد السرقة ذات تأثير اجتماعي سيئ جدا، لأن ضررها يقع على
الآخرين.

< ما هي الدوافع التي تدفع الطفل الى
السرقة؟
- هناك نوعان من الدوافع التي تدفع الطفل الى السرقة، النوع
الأول: دوافع ظاهرية وتتمثل في الرغبة في اشباع الحاجة، وأخطرها لدى المراهقين
مدمني المخدرات او التدخين او الرغبة في اشباع الميول والعاطفة والهوايات او التخلص
من مأزق او بدافع من اصدقاء وصحبة السوء او الرغبة في الانتقام.

وقد يلجأ
الأطفال الى السرقة احيانا بدافع من الغيرة من الزملاء او الاخوات او بسبب قسوة
الآباء وإهمالهم في رعاية اطفالهم، كما ان التفرقة في المعاملة تدفع الطفل الى
السرقة، ولكنها تكون هنا انتقامية من الأب نفسه لتأكيد الذات والشعور
بالقوة.

وقد تأتي السرقة بدافع من تأثر الاطفال ببعض الأفلام والمسلسلات
التي يظهر فيها اللص بمظهر البطل الذي تتوافر لديه القوة والسلطة والمال، وهذا يؤثر
حتما في عقلية الطفل، وبالتالي يحاول ان يتقمص شخصية البطل، اضافة الى الأساليب
الخاطئة في التنشئة الاجتماعية والتي تعزز هذا السلوك.

أما النوع الثاني من
الدوافع فهو ما يمكن وصفه بأنه دوافع لا شعورية او قهرية وهي تكون ناجمة عن علاقة
السارق بالبيئة التي يعيش فيها، والعلاقات الاجتماعية السائدة في هذه البيئة، حيث
يتعلم الاطفال من المحيطين بهم من المنحرفين، وهذا يعني ان للاسرة دورا مهما في
حياة الطفل وهي تؤثر فيه بشكل كبير.
حالات
< هل
السرقة بين الأطفال لها حالات مختلفة؟

- نعم، هناك حالات مختلفة
للسرقة، فالسرقة اما فردية، اي ان يقوم الطفل او المراهق بالسرقة بمفرده او جماعية
بأن يتفق اثنان او اكثر على السرقة، او يكون السارق تابعا بمعنى ان يتبع مجموعة من
عصابات السرقة، او ان يكون متبوعا؛ اي يقود مجموعة تشكل عصابة سرقة
وقد تكون
السرقة بالإكراه من قبل الآخرين، وقد تكون لنوع معين من الأشياء، او لأنواع
متعددة.

< هل يمكن الاستفادة من المهارات التي يكتسبها اللص الصغير
وتوظيفها في سلوك او عمل أفضل؟

- بالتأكيد، لأن السرقة تتطلب ان تكون لدى
السارق مهارات عقلية او جسمية مهمة تمكنه من القيام بهذا العمل الخطير والضار، ومن
هذه المميزات سرعة الحركة، وخصوصا بالأصابع ودقة الحواس، من سمع وبصر، والجرأة وقوة
الأعصاب والذكاء والملاحظة الدقيقة والاستنتاج.

وطبيعي ان هذه المهارات يمكن
ان تكون ذات فائدة عظمى بالنسبة إلى اطفالنا، اذا ما وجهت توجيها خيّرا وصحيحا، وإن
بالإمكان ان نوجهها باتجاه ايجابي يخدم اطفالنا، اذا اتبعنا الأساليب التربوية
الصحيحة.

العلاج
< كيف نعالج السرقة لدى
الأطفال؟

- اذا اكتشف الأب او الأم ان طفلة يمد يده الى شيء لا
يملكه، يجب ان نعلّمه بشكل هادئ، ان عليه ان يستأذن قبل ان يأخذه، لأن هذا الشيء لا
يعود اليه، وينبغي عدم اللجوء الى التعنيف، وكَيل الاوصاف القاسية من لصوصية
وغيرها، لأن هذا الاسلوب له نتائج عكسية خطيرة.

كما ان علينا الا نُشعر
الطفل عند قيامه بهذا العمل للمرة الأولى بأنه لص، او ما شابه، إذ ان لهذا التصرف
تأثيرا سيئا على مستقبل الطفل، بل علينا ان نتتبع دوافع السرقة لنتمكن من اتخاذ
الوسائل الكفيلة بعلاجه، ونعمل على اشباع رغبته التي دفعته للسرقة بالطرق والأساليب
الصحيحة، كي نجعله قادرا على ضبط رغباته والتحكم فيها.

كما ان علينا ان نخلق
لدى الطفل شعورا بالتملك عن طريق صحيحة، ونعلمه ما يخصه وما لا يخصه، وكيف يحافظ
على الأشياء التي تخصه، ولا بد لنا ان نخصص لأبنائنا مصروفا يوميا، مع الإشراف على
طريقة صرفهم للنقود وتعويدهم على عادة الادخار، وعلى الآباء والأمهات مسؤولية
متابعة اطفالهم وخاصة المراهقين منهم، ومراقبة علاقتهم مع اصدقائهم ونوعية سلوك
هؤلاء الأصدقاء، والحرص على ان يتخذوا لهم من الاصدقاء من لا شائبة على
سلوكهم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته00

في هذا الموضوع أكبر من يعول عليه في العلاج والوقاية هم الأهل
جزاك اللهخيرا على هذا الطرح الرائع والمعالجة الجميلة للموضوع

بارك الله فيكي على الموضوع و على الشرح

تقبلي مروري

جزاكم الله خيرا على الامرور وتعليق