الحاسة السادسة إن هذه النعمة التي منَّ الله عز وجل بها علينا ليست تلك التي يتحدث عنها الناس فيما بينهم .....لا بل هي حاسة من نوع خاص جداً ليست موجودة عند كل البشر إلا قليل ........ تراه عند المتحابين في جلال الله تعالى المخلصين الذين لم تجمعهم مصلحة قط بل جمعهم حب الله وحده فألف بين قلوبهم ..... ممكن أن نراه بين زوجين متحابين في الله فهنا نرى الحاسة السادسة عندهما موجودة دائماً فالله عز وجل يجمعهم دوماً بالمشاعر حتى ولو بعدت المسافات بينهما فبشعر كل منهما بشريكه ... فترى الزوج سعيداً لأن زوجته سعيدة والعكس صحيح عند كلا الطرفين . لا بل نراهما يتبادلا الأحاسيس والمشاعر عن بعد.... ورغم هذا البعد يزداد حب ووداد كل منهما للآخر مع الأيام لأن كلاهما واحد روح في جسدين . هذا أمر رائع لانراه عند كل زوجين ... وبرأيي هو إحساس غاية في الروعة ... أسأل الله أن يرزق كل زوجين مسلمين هذه الحاسة النعمة العظيمة . ممكن أن نراها عند أخوين اجتمعا على طاعة الله ليس من الضرورة أن يكونا من أم واحدة وأب واحد بل من غير أم وأب .... فالجميل هنا أن ترى الواحد منهما يفكر بالآخر وفي الوقت نفسه ترى الآخر يفكر فيه حتى لدرجة أنه يشعر بالإحساس ذاته .. فتعب لتعب أخيه ويفرح لفرح أخيه ويدعو له بظهر الغيب ويكفينا هنا مدى الراحة الإنسان عندما يجد إنسان يحبه إلى هذه الدرجة فهذا الإحساس يزيد الحب والوئام ويزداد تمسك كل منها بالآخر ... فليتخيل الواحد منا صديق له يتبادل معه هذه الحاسة... فما موقفه ؟! أنا واثقة أنه سيسعد به ويرى الحياة أجمل وأبسط ليس فيها تلك العقد التي نضعها نصب أعيننا فننظر للحياة بذاك التشاؤم لتتحول حياتنا إلى جحيم فلا نرى سعادة ولا راحة . فاسعى أخي واسعي أخيتي كي نرزق هذه الحاسة ولنبحث بجد عن الشخص المناسب لذي نتبادل معه هذه النعمة لأنها لاتصلح مع أي شخص فلا بد من أن يتبادلها الطرفان معاً ... عندها سترون كيف تصبح الحياة أفضل وأجمل !! ولتبنى على أسس متينة صحيحة لا شائبة فيها لتستمر إلى نهاية الحياة وإلا لن تدوم إلا وقت قصير بسبب الشوائب التي تشوب هذه الأسس ... هذه الحاسة قد جربتها بفضل الله مع من هم أهل لها وأؤمل أن تكون عند الأخوة والأخوات لما فيها من راحة نفس .............. فلا تدعوها تفوتكم .............