جنازة الدولار

جنــازة الـــدولار ..

سمعـت اليــوم في الأخـبـار

كـــلاما لســتُ أفهَــمـُـهُ ...

فــدارَ بفـكـري استـفـسـار

سمـعـت اليوم .. عن نجمٍ تـَـدور بفــلـكـه الأقـمـار

و عن و طـن له بــاب به تستـوطن الأشــرار

و خلف الباب أمَّــتـنـا ..

تعاني شحة الأمطار

و عن شعب وسـَـاوِسـُـهُ تـُفـرِّقـُه الى أقــطــار

سمـعت اليــوم عـن وطـنٍ جـريـح يصـطـلـي بـالــنــار

عن جوعٍ يـمـسُّ العــظــم ..

يـَهـُـزُّ كـرامة الأحرار

و عن خوف لـه كـفـَّـان تصفع دونـما إنـــذار

و عــن دار تــودع جــارةً أو جــار

و عن حــيٍّ يـُـلـَمـلِـمُـنـَا إذا عصـفـت بـنـا الأقــــدار

و عـن و طنٍ يضـُمُّ الجــوع في جـنبـيــه

و البـتـرولَ في الآبــــار

و فيه و سائل الإعلام كــم تـُفـْـشـِي من الأســــــرار

وفيــه المــال يـَبـذُلـُـه وَلـِيُّ الأمـر للفجـــار

ليـَحـرِفـَـنـَا على جهــلٍ فـنتـبع شـِـرعةَ الكـُـفـَّـار

و نتبع كل ناعقة لتجذب نحوهــا الأنـظـار

و لا والٍ بمـوطـنـنـا يــُـدير الـرأس باستـنكــار

بـِطـَانَـتــُه ...

بين الساقط اللاهي ..و بين الكاذب الثـرثــار

باعَ القــدس كي ينـجــوا.. و بــاعَ الأرض و الأمصار

و بـاع الأهـل و الاحـبـاب...

بــِأبـخـَسِ أبـخـس الأسـعــار

و بـَـاعَ الــدار..

و خيــَّرنـا قبيــل الموت فــاحتـَرنـَا

بما نـَخــتــَار

سمعت اليوم في الأخبار..

والـِـيـْـنـَـا و قــد أمســى لـدى أعــدائـنــا سـمـســار

يمشي خلف أمريكا لتحـرق أهلــنــا بالـنـار

و بالإرهاب يحكـُمُـنا و الاسـتِهـْـتـَـار

و كـم و ذيــلٌ لــه غـنـَّى و هــزَّ القــام و الأوتـــار

و كـم نـال العـِـدَى مـنـَّـا .... و لـم يـَطـلـُب لنــا بالــثـــار

و كم ذبحوا من الأبناء... و اقـتـلعـوا من الأشجــار

فما أبقـى لـنـا مُـلـكــاً و لا فـلـسـاً و لا ديـنـــار

و كــادَ يـَبـيـْعُ حـتـى العـِـرض..

و نـام بـِحـِجـْرِه الكـُـفــَّــار

و ضاقت أرضنا حتى نسيـنـا أنــنــا مـلــيــار

فيــا للعــار يا للعـــار

يامــن حكموا فيـنــا

أساطـيـنا من الفـجـَّـار

يــا مــن صــدَّقــوا فـي أرضـي المعـطـاء

شيخاً جاهـلاً يفتي بما يـُمـلـيـه ربُّ الــدار

و يأخذ نفـط أُخوتـنا و يمنـحه للاستـعـمـار

و أموال الربــا تـَربـُـوا ..لتـُحرقـهـم غــداً بـالـنــار

طَغـَـى حــُزنِـي و أقـعـدنــي ...

و عــَاثــَـت تـَعصِـفُ الأفـكــار

و تـهـتُ بـِجَـنـْيِ أربــاحي

من الأنصاف و الأرباع و الأثمان و الأعشـــار

سـهـمٌ صـاعــدٌ يـعلــوا و سهــمٌ آخرٌ ينـهــار

و آخرُ لم يزل يشــكــوا جحـودَ الخـَائـِـن السـِّمـسـَـار

أُلاحـِقـُـهَـا .. فـَــلا أقــوى على الإبصـــار

و أجري خلفها كالقـطِّ إذ يــجــري و راء الفـــار

و تــبـــدأ نــشـــرة الاخــبــار....

بـَنـْـكٌ يـُعـلـِـنُ الإفـــلاس

و بـَنـْـكٌ يـوشــك الإشـهـار

و مــرَّت صـورة التابوت قد حفـَّـت به الأقــذار

و بين تسارع الأحـداث

..بين تـدافـــع الأفــكــار..

رأيت الموت شاخصة به الأبصار

رايت جنـازة قــربـي ..

يبكي حولها التــُّجــَّـار

فــدار برأسي اسـتـفســـار ...!

من هــذا ..؟

و كيف انـهــارت الأسـعـار...!

فـجـاءت نـشـرة الأخـبـار...

لـتـُعـلـِنَـها عـلـى مَـظـَـظٍ

تـلـك جـنـازة الـــدولار...

جزاك الله خيرا يا أخي
كلمات رائعة بارك الله فيك