بسم الله الرحمن الرحيم
{ عدم التخلي عن الحياء}
الحياء هو انقباض وخشية يجدها الإنسان من نفسه عندما يطلع منه على أمر قبيح ، وبذلك فإن الحياء هو حصن المرأة الحصين الذي لو وقع وقعت ولو سقط سقطت ، ولا يمكن الإيقاع بالمرأة قبل القضاء عليه ، وإنني أعتقد اعتقادا ً راسخا ً أن زيادة حالات الزنا مرتبطة ارتباطا ً وثيقا ً بجرائم قتل الحياء ، وحياتنا العصرية حكمت بإعدام الحياء في كل مكان وفي كل لحظة ، فاستمرار تزاحم الرجال والنساء قتل الحياء فيهم جميعا ً واستمرار المشاهدة للمناظر الخارجة على الدين والأدب ما أبقى للحياء مكانا ً ، والألفاظ التي لا تليق إذا استمر تكرارها ألفها الناس ومات الحياء عنها.
إن حرص المرأة على الحياء والاستمساك به هو الحرص على الخلق القويم الذي يجبر كل تقصير ويمنع كل قبيح ويضع الأمور في نصابها فلا يهضم صاحب حق ولا تنتهك حرمة ولا يأخذ العبث طريقه إلى القيم .
إن الحياء روح الفضيلة تحيا به وتموت بفقده ، يقول المودودي :
( إن الحياء يراد به في الإسلام ذلك الشعور من الخجل الذي يشعر به الإنسان في نفسه أمام فطرته وأمام الله تعالى حينما يميل إلى منكر )
إن الحياء هو الذي يترجم الإيمان على أرض الواقع ، فلا يقع من المؤمن إلا كل عمل يوافق الإيمان ،
وكذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { استحيوا من الله حق الحياء قالوا : إنا نستحي من الله يا رسول الله والحمد لله ، فقال : ليس ذلك ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوى وتذكر الموت والبلا ، من فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء } .
إن الحياء بالنسبة للمرأة شيء أساسي تأخذ منه بنصيب وافر يزيد على نصيب الرجل ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { الحياء عشر أجزاء فتسعة في النساء وواحد في الرجال ولولا ذلك ما قوى الرجال على النساء } رواه الديلمي عن عبد الله بن عمر بن الخطاب
يقول الشيخ \ عبد الله بن زيد آل محمود : (( إذا أردت أن تعرف خسارة فقد الحياء فانظر إلى بعض البلدان التي هجر نساؤها الحياء ،
ترى فيهم العجب من فساد الأخلاق والآداب ونكوس الطباع وفساد الأوضاع فلا تبالي (( أي المرأة )) بما فعلت أو فعل بها ، فلا تستحي من الله ولا من خلقه ولا ترغب في أن يبقى لها شرف أو ذكر جميل تذكر به
وهذا معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم { إذا لم تستح فاصنع ماشئت}الحديث رواه الترمذي .