كلما مر الزمان تجد العجب العجاب وترى وتسمع ما لم يكن يخطر ببالك
لقد عهدنا من سلفنا الأول أن الرجل وجب عليه أن يعدل عن رأيه إلى رأي هو أصح منه وأظهر دليلا وأوضح حجة
لأن الحق دائما ما تؤيده البراهين ، والمقصود بالبراهين هنا الوحيين كتابا وسنة بعيدا عن رغبات السلاطين وأهواء الملوك والفراعين
لكن يفاجئنا اليوم رجال قاموا للحق قومة ثم عدلوا إلى الهاوية ، استقاموا ثم اعوّجوا ، بيّنوا ثم لبّسوا وبدلوا وأحدثوا
واشتروا بدينهم رضاء السلاطين
زلة قدم واحدة تهوى بصاحبها إلى منزلق آسن لا تدري أقبيح أوله أم آخره
أما إذا ذكرت أحدهم بمذهبه الأول وكلامه السابق فيخبرك أنه ما على المرء عيب أن يرجع عن كلامه إذا ما تبين له أن كلامه الأخير أرشد وأرجح (وأكثر نيلا لرضا السلطان)
والله هذا أمر كانت تراه العرب الأوائل عيبا وسوءا يأباه أخو البادية راعي الشاء
واليوم يطلع علينا عائض القرني يمتدح الفرنسيين بعد رحلة علاج إلى باريس ، وهل نسى عائض ملحمة الحجاب في فرنسا
أم تغافل عن دعم فرنسا لحرب الصليب المقدس على مر التاريخ، هل أغمض الطرف عن الجزائر ولبنان وووو
إذا كان نسي فإن الفرنسيين ما نسوا والتاريخ كذلك لم ينسى والجراح مازالت ساخنة لم تبرد
كتب د. عايض القرني مقالاً في جريدة الشرق الأوسط بتاريخ الخميس 7 صفر 1429هـ عن رحلته العلاجية إلى باريس، وذكر فيه أنه وجد في الناس في باريس في أماكن ذكرها 'رقة الحضارة، وتهذيب الطباع، ولطف المشاعر، وحفاوة اللقاء، وحسن التأدب مع الآخر' إلى آخر ما ذكره لكن 'في البلاد العربية يلقاك غالب العرب بوجوهٍ عليها غبرة ترهقها قترة، من حزن وكبر وطفش (كذا) وزهق ونزق وقلق' إلى آخر ما قاله.
لهذا الأمر نقول له يا عائض القرني إلى أين تذهب ؟!
لم نعد نغتر بشعرك ، لم نعد نأبه بكلام نظمته للبس الحق بالباطل
لكن نقول لك أدرك نفسك