http://www.ansaaar.net/vb/showthread.php?p=452028#post452028اعداد : الأخت الفاضلة مجد الغد حفظها الله
كشف الأسرار ، وإماطة اللثام اعلم ؛ أخي عافاك الله أن مجموع الفيتامينات ، والأملاح المعدنية ، من أنفع العلاجات التي يستدفع بها هذا البلاء ؛ نعم هكذا وبكل سهولة فلا تعجب(!) إنها تفتك بالجن فتكاً لا هوادة فيه ، وهذا هو العلاج الذي لا قبل للجن به ، ولا قدرة له لدفعه عن نفسه(!) ولك أن تسأل : كيف ذلك بربك(؟!)
وأقول لك :
* أولاً : لا تعجب من أمر الله رحمة الله عليك ، فليس من الله العجب(!) نعم ؛ فقد يجعل الله الداء دواءً(2)، ويذهب الداء بغير دواء.* ثانياً : هذا هو السر الذي أطلعنا الله عليه ، ومَنَّ به علينا ؛ أن كنا في طلبه جاهدين ، فأحببنا أن نُطْلِعكهُ ؛ وإن كنت عنه لمن الغافلين(!)رجاء أن ينفعك الله به كما نفع غيرك.
فقد تبين لنا من التجارب العملية أن الفيتامينات تكسر الجن كسراً قد لايصدقه عقل حيث لا تترك له مجالا للعبث بالبدن إذا تعاطاها المريض . والحال كذلك مع مجموع المعادن ، والأملاح المعدنية ؛ فإن لها الأثر نفسه.
فإذا جمع المريض بينهما ـ وهما لا ينفكان بحال ـ ؛ فإنه سيجمع على الجني المتسلط على بدنه ؛ الويل والعذاب.
فإن في الأملاح المعدنية ، والفيتامينات ؛ خاصية عجيبة في كسر الجن ، وكبته ، لا يعلم سرها إلا الله.فكلما تعاطى المريض بالمس هذا الدواء ؛كلما خمد الجني في بدنه ، وذاب كفص ملح في ماء ، أو تلاشى كدخان في سماء(!)
ومع الاستمرار في تعاطيهما لا يكاد المريض يحس منه شيئاً ، أو يسمع له ركزاً.
أي أخي ؛ حاطك الله هذه نعمة قد سيقت بفضل الله إليك لم تكن تعلمها أنت ولا غيرك من قبل هذا ، لو دفعت وزن الأرض ذهباً ؛
لم تكن لتحظى بها ، فخذها وكن من الشاكرين ، ولربك من الذاكرين.
والسؤال الذي قد يَرِدُ ذهنك الآن هو : أين أَجِدُ الأملاح المعدنية ، والفيتامينات التي ذكرتَ(؟)
ـــــــــــــــــــــ
(1) الجنة من الجنة .
(2) ذكر ابن أبي أصيبعة في (( عيون الأنباء في طبقات الأطباء )) عن الطبيب لاندروماخس في الأسباب الثلاثة التي جرت عن غير قصد منه وجعلته يضع لحوم الأفاعي في الترياق (( قال :
أما التجربة الأولى : فإنه كان يعمل عندي في بعض ضياعي في الموضع المعروف ببورنوس حراثون يحرثون الأرض للزرع ، وكان بيني وبين الموضع نحو فرسخين ، وكنت أبكر إليهم لأنظر ما يعملون ، وأرجع إذا فرغوا.
وكنت أحمل لهم معي على الدابة التي تحت الغلام زاداً وشراباً لتطيب أنفسهم ، ويتجلدوا على العمل ، فما زلت كذلك إلى أن حملت الغداء في بعض الأيام ، وكنت قد أخرجت إليهم بُسْتُوقة خضراء(1) ، وفيها خمر مطينة الرأس لم تفتح مع زاد.
فلما أكلوا الزاد قدموا البستوقة وفتحوها فلما أدخل أحدهم يده مع كوز ليغرف منها الشراب وجد فيها أفعى قد تهرأ ؛ فأمسكوا عن الشراب
وقالوا إن ههنا في هذه القرية رجلاً مجذوماً يتمنى الموت من شدة ما به ؛ فنسقيه من ذلك الشراب ليموت ، ويكون لنا في ذلك أجر إذ نريحه من وصبه.
فمضوا إليه بزاد وسقوه من ذلك الشراب متيقنين أنه لا يعيش يومه ذلك ، فلما كان قريب الليل انتفخ جسمه نفخاً عظيماً وبقي إلى الغداة ثم سقط عنه الجلد الخارج وظهر الجلد الداخل الأحمر ، ولم يزل حتى صلب جلده وبرأ وعاش دهراً طويلاً من غير أن يشكو علة حتى مات الموت الطبيعي الذي
هو فناء الحرارة الغريزية .
فهذا دليل على أن لحوم الأفاعي تنفع من الأوصاب الشديدة ، والأمراض العتيقة في الأبدان.
وأما التجربة الثانية : فإن أخي أبولونيوس كان ماسحاً من قبل الملك على الضياع ، وكان كثيراً ما يخرج إليها في الأوقات الوعرة الرديئة في
الصيف والشتاء ، فخرج ذات يوم إلى بعض القرى على سبعة فراسخ فنزل يستريح عند أصل شجرة وكان الزمان شديد الحر ، وأنه نام فاجتازته أفعى فنهشته في يده ، وكان قد ألقى يده على الأرض من شدة تعبه ، فانتبه بفزع وعلم أن الآفة قد لحقته ، ولم يكن به على القيام طاقة ليقتل الأفعى
، وأخذه الكرب والغشي فكتب وصية وضمنها اسمه ونسبه وموضع منزله وصفته وعلق ذلك على الشجرة كي إذا مات واجتاز به إنسان
ورأى الرقعة يأخذها ويقرأها ويُعلم أهله ، ثم استسلم للموت.
وكان بالقرب منه ماء قد حصل منه فضلة يسيرة في جوبة في أصل تلك الشجرة التي علق عليها الرقعة ، وكان قد غلبه العطش فشرب من ذلك الماء شرباً كثيراً فلم يلبث الماء في جوفه حتى سكن ألمه وما كان يجده من ضربة الأفعى ثم برأ فبقي متعجباً ولم يعلم ما كان في الماء فقطع عوداً من الشجرة وأقبل يفتش به الماء لأنه كره أن يفتشه بيده لئلا يكون فيه أيضاً شيء يؤذيه ، فوجد فيه أفعيين قد اقتتلا ووقعا جميعاً في الماء وتهرءا ، فأقبل أخي إلى منزلنا صحيحاً سالماً أيام حياته . . . )) .اهـ
......................................
(1) البُسْتُوقَةُ ، بالضم : من الفَخَّارِ ، مُعَرَّبُ : بُسْتو .( القاموس المحيط ).