الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين .
أما بعد،،
إعلم أخي المسلم أن الله تبارك وتعالى قد أكرم الأمة الإسلامية بأن اختصها بالسند دون غيرها. فجميع ما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو أقرار (وضمن ذلك ما ذكر من آثاره النبوية ). وأيضا الآثار عن السلف الصالح ألأول والتابعين لهم بإحسان منقولة بطريق نقل العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه ثم حفظت هذه الأحاديث والآثار في كتب المحدثين المعروفة المعتمدة عن المسلمين مثل البخاري ومسلم والسنن والمسانيد ومسند الإمام أحمد خاصة .....الخ التي تناقلها المسلمون بالتواتر إلى مشارق الأرض ومغاربها بحيث يستحيل إطلاقا العبث بها من إضافة أو تنقيص او تحريف الى يوم القيامة ...........
وقد ثبت في كتب الحديث هذه كل شيء حسب الحق فيه فما كان مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثبت كذلك وما كان موقوفا كذلك وما كان منقطعا كذلك أيضا ، وما كان صحيحا أو حسنا او ضعيفا . كل ذلك ثابت الى يوم القيامة والحمد لله رب العالمين ...
وأيضا درجات الحديث التي تقوم بها الحجة من عدم ذلك....
وأن المنقطع لا تقوم به حجة إطلاقا فمثلا :
ما نقله مسلم في مقدمة صحيحه عن َ إِبْرَاهِيمَ بْنَ عِيسَى الطَّالَقَانِيَّ قَالَ قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَدِيثُ الَّذِي جَاءَ " إِنَّ مِنَ الْبِرِّ بَعْدَ الْبِرِّ أَنْ تُصَلِّيَ لأَبَوَيْكَ مَعَ صَلاَتِكَ وَتَصُومَ لَهُمَا مَعَ صَوْمِكَ " . قَالَ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ يَا أَبَا إِسْحَاقَ عَمَّنْ هَذَا قَالَ قُلْتُ لَهُ هَذَا مِنْ حَدِيثِ شِهَابِ بْنِ خِرَاشٍ . فَقَالَ ثِقَةٌ عَمَّنْ قَالَ قُلْتُ عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ . قَالَ ثِقَةٌ عَمَّنْ قَالَ قُلْتُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم . قَالَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ إِنَّ بَيْنَ الْحَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ وَبَيْنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَفَاوِزَ تَنْقَطِعُ فِيهَا أَعْنَاقُ الْمَطِيِّ وَلَكِنْ لَيْسَ فِي الصَّدَقَةِ اخْتِلاَفٌ .
والشاهد من ذكر هذه الرواية أن علماء الأمة لم يكونوا يقبلوا ما فيه انقطاع في سلسلة الرواة ألعدول إلى منتهاه.
وثبت أيضا عن عبد الله بن المبارك أنه قال :
"الشاهد بيننا وبينهم القوائم " أو مثل هذا ز ويقصد بين أهل السنة وأهل الضلال . و "القوائم" : أي الأسانيد: فهي التي يحمل عليها المتن .
فهذا الفارق بيننا وبين أهل الضلال : أن ديننا منقول إلينا بالأسانيد الثابتة وهم بالوهم والهوى ....الخ .
فكيف بهذه الآثار التي يزعمون أنها موجودة في المتحف التركي وبدون إسناد ؟؟
هل القائمون على المتحف التركي عدول ثقات معروفون لحفظ الآثار الإسلامية ؟؟
وعن من ورثوها وهل هم عدول ثقات معروفون ؟؟ وعن من ورثها هؤلاء ... وهل هم أيضا كذلك ؟؟. وهل الرجال إلى نهاية ذلك عدول ثقات معروفون ؟؟.
لا بد لكل من نقل شيئا من الآثار النبوية أن يكون عدلا ضابطا وهذا يقتضي أن يكون معروفا وليس مجهولا !!
فإذا أضفنا إلى ذلك ما يلي :
• عن ابن عمر رضي الله عنهما
: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتما من ذهب أو فضة وجعل فصه مما يلي باطن كفه ونقش فيه محمد رسول الله فاتخذ الناس مثله فلما رآهم قد اتخذوها رمى به وقال( لا ألبسه أبدا ) . ثم اتخذ خاتما من فضة فاتخذ الناس خواتيم الفضة . قال ابن عمر فلبس الخاتم بعد النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان حتى وقع من عثمان في بئر أريس . متفق عليه.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه:
أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكتب إلى بعض الأعاجم فقيل له إنهم لا يقرءون كتابا إلا بخاتم فاتخذ خاتما من فضة ونقش فيه " محمد رسول الله . أبو داوود.
وفي رواية أخرى عند أبي داوود ، بمثل هذه الرواية ، وزاد فيها :
فكان في يده حتى قبض وفي يد أبي بكر حتى قبض وفي يد عمر حتى قبض وفي يد عثمان فبينما هو عند بئر إذ سقط في البئر فأمر بها فنزحت فلم يقدر عليه .أبو داوود . كلا الروايتين صححهما الشيخ الألباني.
إذا الخاتم فقد من أيام عثمان رضي الله عنه وهم يزعمون أنه في المتحف التركي !!.
أما السيف فانقطع الأثر عنه بعدما آل إلى زين العابدين بن علي ثم أخذه منه بعض قريش مخافة أن يغلبه عليه بنو أمية ...!!
كما أن أهل العلم بالحديث لم يوردوا شيئا عما آلت إليه عصاه صلى الله عليه وسلم , ولا عمامته ، فكيف توصل هؤلاء إلى أن هذه الآثار له ،عليه الصلاة والسلام ...
مما ذكرت أعلاه يتضح لنا أن ما يقال أنه في المتحف التركي من الآثار النبوية المذكورة ليس بصحيح ولا يستبعد أن يكون من الكذب المحض ولتحقيق مآرب مالية او غير ذلك هذا والله اعلم
منقول