البتار الشامي مدير الموقع
عدد الرسائل : 2488 العمر : 42 السٌّمعَة : 2 نقاط : 963 تاريخ التسجيل : 24/08/2008
| موضوع: الإعجاز العلمي في القرآن السبت نوفمبر 29, 2008 5:16 am | |
| تعريف الإعجاز : الإعجاز مشتق من العجز. والعجز : الضعف أو عدم القدرة. والإعجاز مصدر اعجز : وهو بمعنى الفوت والسبق. والمعجزة في اصطلاح العلماء : أمر خارق للعادة، مقرون بالتحدي، سالم من المعارضة.
وإعجاز القرآن : يقصد به : إعجاز القرآن للناس أن يأتوا بمثله. أي نسبة العجز إلى الناس بسبب عدم قدرتهم على الإتيان بمثله.
تعريف العلم :
وصف الإعجاز هنا بأنه علمي نسبة إلى العلم. والعلم : هو إدراك الأشياء على حقائقها. أو هو صفة ينكشف بها المطلوب انكشافا تاما. والمقصود بالعلم في هذا المقام : العلم التجريبي. وعليه فيعرف الإعجاز العلمي بما يلي :
تعريف الاعجاز العلمي :
هو إخبار القرآن الكريم أو السنة النبوية بحقيقة أثبتها العلم التجريبي، وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم. وهذا مما يظهر صدق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فيما اخبر به عن ربه سبحانه.
لكل رسول معجزة تناسب قومه ومدة رسالته : ولما كان الرسل قبل محمد صلى الله عليه وسلم يبعثون إلى أقوامهم خاصة، ولأزمنة محدودة فقد أيدهم الله ببينات حسية مثل : عصا موسى عليه السلام، وإحياء الموتى بإذن الله على يد عيسى عليه السلام، وتستمر هذه البينات الحسية محتفظة بقوة إقناعها في الزمن المحدد لرسالة كل رسول، فإذا حرف الناس دين الله بعث الله رسولا آخر بالدين الذي يرضاه، وبمعجزة جديدة، وبينة مشاهدة.
ولما ختم الله النبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم ضمن له حفظ دينه، وأيده ببينة كبرى تبقى بين أيدي الناس إلى قيام الساعة، قال تعالى : ﴿ قل أي شيء اكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم وأوحي إلى هذا القرءان لأنذركم به ومن بلغ ﴾
( الأنعام 19 ) ومن ذلك المعجزة العلمية. قال تعالى : ﴿ لكن الله شهيد بما انزل إليك انزله بعلم ﴾( النساء 166 ) وقال تعالى :﴿ فان لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما انزل بعلم الله﴾.( هود 14). وليس معنى مجرد كونه انزله انه معلوم له، فان جميع الأشياء معلومة له، وليس في ذلك ما يدل على أنها حق، لكن المعنى : انزله فيه علمه، كما يقال : فلان يتكلم بعلم، فهو سبحانه انزله بعلم، كما قال :﴿ قل انزله الذي يعلم السر في السموات والأرض﴾( الفرقان 6 ). والى هذا المعنى ذهب كثير من المفسرين.
ومعجزة القرآن مستمرة إلى يوم القيامة، وخرقه للعادة في أسلوبه، وفي بلاغته، وإخباره بالمغيبات، فلا يمر عصر من الأعصار، إلا ويظهر فيه شيء مما اخبر به انه سيكون؛ يدل على صحة دعواه ... فعم نفعه من حضر، ومن غاب، ومن وجد، ومن سيوجد. ﴿إن هو إلا ذكر للعالمين ولتعلمن نباه حتى حين﴾ وبينة القرآن العلمية يدركها العربي والأعجمي، وتبقى ظاهرة متجددة إلى قيام الساعة.
الفرق بين التفسير العلمي والإعجاز العلمي :
التفسير العلمي : هو الكشف عن معاني الآية أو الحديث في ضوء ما ترجحت صحته من نظريات العلوم الكونية. أما الإعجاز العلمي : فهو إخبار القرآن الكريم، أو السنة النبوية، بحقيقة أثبتها العلم التجريبي أخيرا، وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقال الشيخ الزنداني حفظه الله : وتتمثل أوجه الإعجاز العلمي في القرآن والسنة في ما يلي: 1- في التوافق الدقيق بين ما في نصوص الكتاب والسنة، وبين ما كشفه علماء الكون من حقائق كونية ، وأسرار علمية لم يكن في إمكان بشر أن يعرفها وقت نزول القرآن . 2- تصحيح الكتاب والسنة لما شاع بين البشرية في أجيالها المختلفة ، من أفكار باطلة ، حول أسرار الخلق لا يكون إلا بعلم من أحاط بكل شيء علما. 3- إذا جمعت نصوص الكتاب ، والسنة الصحيحة ، وجدت بعضها يكمل بعضها الآخر ، فتتجلى بها الحقيقة ، مع أن هذه النصوص قد نزلت مفرقة في الزمن، وفي مواضعها من الكتاب الكريم ، وهذا لا يكون إلا من عند الله ؛ الذي يعلم السر في السموات والأرض . 4- سن التشريعات الحكيمة التي قد تخفى حكمتها على الناس وقت نزول القرآن، وتكشفها أبحاث العلماء في شتى المجالات. 5- في عدم الصدام بين نصوص الوحي القاطعة ؛ التي تصف الكون وأسراره، على كثرتها ، وبين الحقائق العلمية المكتشفة على وفرتها ، مع وجود الصدام الكثير، بين ما يقوله علماء الكون ، من نظريات تتبدل مع تقدم الاكتشافات، ووجود الصدام بين العلم ، وما قررته سائر الأديان المحرفة المبدلة.وصدق الله القائل :
( وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون * بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجد بآياتنا إلا الظالمون * وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين * أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون * قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا يعلم مافي السموات والأرض والذين آمنوا بالباطل وكفروا بالله أولئك هم الخاسرون ) ( العنكبوت : 48 ، 52 ) . أهـ .
وفي هذا العصر عقدت عقدة مؤتمرات وندوات للبحث في الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، وكان أولها في مدينة إسلام أباد بباكستان سنة 1408 هـ 1987 م ، وتتابعت المؤتمرات والندوات وجهود الأفراد، ونشرت الأبحاث عبر وسائل الإعلام وعلى المواقع الإلكترونية للشبكة الدولية للمعلومات (الإنترنت)، كما ألفت فيه الكتب والأبحاث، وأنشئت له أقسام في بعض الجامعات الإسلامية، وخصصت له مواقع على الشبكة الدولية للمعلومات (الإنترنت)
وسأذكر مثالا واحدا على الإعجاز العلمي الموجود في القرآن الكريم في هذا البحث : يقول عز وجل ((بلى قادرين على أن نسوي بنانه(( /القيامة:4/
فالإعجاز العلمي فيها هو أن البنان تحتوي على البصمات ، والتي في الغاية من الدقة ، حيث لا يتشابه اثنان في خريطة البصمات ، فأقسم الله تعالى بالقيامة أنه قادر على أن يرد هذه البنان يوم القيامة كما كانت وبنفس الخريطة والدقة ، وذلك في معرض الرد على المشركين الذين ينكرون المعاد ويستبعدون حشر الأجسام بعد كونها ترابا ، وقد ذكر هذا المعنى كثير من المواقع المتخصصة بالإعجاز ، وهذا الأمر أي عدم تطابق البصمات إنما اكتشف مؤخرا ، أما المفسرون ، فإنهم ذكروا أن البنان التي تحتوي على العظام الصغيرة والأظافر اذا كان الله سيعيدها كما كانت ، ويؤلف بينها حتى تستوي ، فمن باب أولى أن يعيد ما هو أكبر منها ، انظر مثلا تفسير القرطبي .
والله أعلم . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم . | |
|