بسم الله الرحمن الرحيم
" أو كصيّبٍ من السماء فيه ظلمات ورعدٌ وبرقٌ يجعلون أصابعَهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيطٌ بالكافرين " البقرة 19
أو هم يشبهون قوماً أصابهم مطرٌ فيه ظلماتٌ ورعدٌ وبرقٌ ...فالمطرُ هو نزول الوحي الإلهي , ووصول أمداد الرحمةِ إليهم ببركة صحبةِ المؤمنين , وبقية استعدادهم مما يفيد قلوبهم أدنى لين , وحصول النّعم الظاهرة لهم بموافقتهم في الظاهر . والظلمات هي الصفات النفسانية
والشكوك الخيالية والوهمية , والوساوس الشيطانية مما تحيّرهم وتوحشهم .
والرعدُ ..هو التهديدُ الإلهي والوعيدُ القهري الوارد في القرآن والآيات والآثار المسموعة والمشاهدة مما يخوفهم فيفيد أدنى انكسار لقلوبهم الطاغية وانهزام لنفوسهم الأبية .
والبرق ..هو اللوامعُ النورية والتنبهات الروحية عند سماع الرعد وتذكير الآلاء والنعماء مما يطمعهم ويرجّيهم , فيفيدهم أدنى شوق وميل إلى الإجابة .
يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت ..يتشاغلون عن الفهم بالملاهي والملاعب عن سماع آيات الوعيد , ولكي لا ينجع فيهم فيقطعهم عن اللذات الطبيعية بهموم الآخرة ...إذ الانقطاع عن اللذات الحسية هو موتهم .
والله قادرٌ عليهم قاطع إياهم عن تلك اللذات المألوفة بالموت الطبيعي , قدرة المحيط بالشيء الذي لا يفوته منه ...فلا فائدة لحذرهم .