بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام
على من لا نبي بعده : أما بعد
قصة واقعية ومؤثرة جداً, قصة معبرة, كم منا سيسقط في هذا الفخ
المسمى الإنترنت .... اللهم سلم ... اللهم أحمينا
كنت يوما في زيارة لأحد الأصدقاء ومعي ابني عبدالرحمن
وهو ولم يتجاوز السبع سنوات
وبينما صديقي في المطبخ لإعداد الشاي .. احتجت إستعمال جهازه
وأنا أستخدم برنامج الكتابة ... أخذ إبني يداعبني ويمازحني ويطلب مني
أن أشغل له نشيد عن طريق برنامج الريل بلاير
(ويظن أن لدى صديقي نفس تلك الأناشيد)
وحاولت أن أفهمه أن تلك الأناشيد ليست في هذا الجهاز
ولكنه أبى إلا أن أجرب له وأبحث... وعندها قلت له أنظر بنفسك
وكان يعرف كيفية فتح ملفات الأناشيد والقرآن الكريم و المحاضرات
وبينما هو يبحث في الملفات نظرت إلى ملف وإذا به تحت إسم, سفينة البحر
فقلت لعله برنامج أو صور عن تلك السفينة.... وبينما انا أفكر ما بالملف
لم يمهلني ولدي وقام بفتح الملف... ولاحول ولا قوة إلى بالله
لقد كان الملف عبارة عن لقطة قذرة
تسمر ولدي اما تلك اللقطة ... وبدأ قلبي ينبض وأرتعدت فرائصي
ماذا أعمل ... ولم أتمالك نفسي إلا وأنا أمسك بعيني ولدي وأغمضها قسرا
اضع يدي الإخرى على الجهاز (الشاشة)
وفجأة قمت بإغلاق الجهاز ... وابني مصدوم مما رأى
لم أستطع النظر إليه وبدأ قلبي ينبض وكانت الأفكار تدور برأسي
كيف أعلمه .. ماذا أقول له ... كيف أخرجه من هذا الوحل الذى رآه
وكيف وكيف
بينما أنا كذلك ... نظر لي ولدي وهو يقول ... بابا
عموهذا مهو طيب ... وإنت دايما تقول لا تصاحب إلا الطيبين
كيف تصاحب عمو ... بابا ... أوعدني أنك ما تكلمو عمو بعد اليوم
نزلت هذه الكلمات كالبرد الشافي على قلبي
قبلت رأسه وقلت له وأنا أعدك يا بني أن لا أصاحب الأشرار
ولكن أريد منك شي واحد ... قال ما هو ... قلت أن تقول لعمو هذا حرام
فوعدني بذلك وأنطلق إلى صديقي بالمطبخ
وقال له: عمو... عمو ... ممكن أقول لك شئ ؟
وكان صديقي يحب عبد الرحمن كثيرا، جاوبه صديقي وهو منشغل بتحضير الشاي
ما هو يا حبيبي
قال ولدي: عمو .. أنت تحب ربنا؟
أجاب صديقي وبدأ يلتفت إلى إبني وهو يقول هو في أحد ما يحب ربنا
فقال إبني؟ وتبغى ربنا يحبك
ترك صديقي ما بيده وإستدار على إبني وهو يقول
ليه تقول الكلام دا يا حبيبي وأخذ يمسح على رأسه
فقال إبني له: عمو الكمبيوتر حقك في شي ربنا ما يحبه ... عمو
وتلعثم ابني ولم يدري ما يقول, تسمر زميلي, وقد علم ما يقصد ابني
عندها ضم صغيري وأخذت الدموع تنهمر من عينيه
وهو يقول: سامحني يا حبيبي ... وضمه مرة أخرى
وهو يقول يارب سامحني: يارب سامحني .. كيف ألقاك وأنا أعصيك
دخلت عليه .. وقد كنت أسمع الحوار الذي دار بينهما. ولم أدري ما أفعل
وكان صغيري يقول له عمو أنا احبك وبابا يحبك ونبغاك تكون معانا في الجنة
إزداد زميلي بالبكاء والتضرع
وهو يقول: لقد أهدى لي إبنك حياتي, واخذ يبكي
عندها أخذت بتذكيره بالله والتوبة وأن الله يغفر الذنوب جميعا
وهو يقول: لقد أهدى إلي ابنك حياتي
لم أعرف كيف مر الموقف, كلما أذكره أنني تركته وذهبت إلى بيتي
ومعي ابني وهو على حاله تلك من التضرع لله بأن يغفر له
والبكاء بين يديه
في منتصف الليل ... دقت سماعة التلفون ... قمت لأجيب
ما تراه قد حصل, وإذا به أخوه زميلي الأصغر
يقول يا عم صالح أدرك صاحبك, يريدك أن تأتي الساعة ومعك ابنك عبدالرحمن
ذهبت إلى غرفة ابني,وأيقظته وأخذته معي وكلي قلق ماالذي حدث لصديقي
دخلت بسرعة ومعي عبدالرحمن ... ورأيت صديقي وهو يبكي كما تركناه
سلمت عليه وما إن رآى ابني حتى عانقة
وقال: هذا الذي أهدى إلى حياتي .. هذا الذي هداني
بدأء صديقي يتمتم بكلمات في نفسه وكانت الغرفة مليئة بأقربائه
ماالذي حدث, وسط هذه الدهشة من الجميع قال لي إبني
بابا, عمو يقول لا إله إلا الله ... بابا عمو يحب الله
فجأه ... سقط صديقي مغشيا عليه
ومات صديقي وهو بين يدي عبدالرحمن.
سبحان الله سبحان الله سبحان الله
قصة من الواقع