هل أخطأ القران الكريم في نسب مريم عليها السلام ؟
لقد ذكر الحق تعالي علي لسان قوم مريم عليها السلام إنها أخت هارون {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا(27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا} (27،28) سورة مريم
وذكر كذلك إنها بنت عمران {إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنّ@ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (35) سورة آل عمران
{وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ و@انَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} (12) سورة التحريم
ولكن النصارى لهم رأي اخر وهو
اقتباس:
ان القرآن يقول عن مريم إنها ( ابنة عمران وأخت هارون ) وبذلك فهو يخلط في نسب مريم ام المسيح مع مريم أخت هارون وموسى ( أولاد عمران ) راجع سفر العدد 26 : 59 |
اقتباس:
"واسم امرأة عمرام يوكابد بنت لاوي التي ولدت للاوي في مصر.فولدت لعمرام هرون وموسى ومريم اختهما" |
وقبل البحث في هذا الموضوع نوضح نقطة مهمة جداً بشان نعت مريم بأخت هارون ان القران الكريم لا يذكر نسب مريم عليها السلام وإنما قص علينا ما تلفظ به قومها نحوها عندما جاءت اليهم تحمل مولودها {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا(27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا} (27،28) سورة مريمفالقول هنا منسوب لقوم مريم هو يحتمل الصواب ويحتمل الخطأ ....وفي حالة ثبوت خطا قولهم لا يمس صدق القران الكريم مطلقا ولكن العكس اذا ثبت صحتها فتكون من دلائل صدق القران الكريم وهناك مثال شبيه بالكتاب المقدس [فأجاب اليهود وقالوا له ألسنا نقول حسنا انك سامري وبك شيطان { إنجيل يوحنا 8 /48 }فالكتاب المقدس هنا قص علينا قول اليهود وهو قول يحتمل الصواب او الخطاء فهل لو ثبت فعالا ان المسيح ليس سامري ......فهل يعني ذلك عدم مصداقية كتابهم المقدس وبعد توضيح هذه النقطة نتساءل هل صرح الكتاب المقدس صراحة باسم أبو مريم عليها السلام ؟او نسبها بوجه عام او الي أي سبط من أسباط بني إسرائيل تنتمي ؟وما هو قول النصارى بشان نسب مريم عليه السلام وابنها وما هو دليلهم ؟بمراجعة الكتاب المقدس وبالبحث عن نسب مريم وابنها عليهما السلام لم نجد شيئاً صريحاًفذكر مريم عليه السلام بالكتاب المقدس جاء مجرداً من النسب الى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف و اسم العذراء مريم {لوقا 1: 27 }فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا و انا لست اعرف رجلا {لوقا 1: 34 }فجاءوا مسرعين و وجدوا مريم و يوسف و الطفل مضجعا في المذود {لوقا 2: 16 }3أَلَيْسَ هَذَا هُوَ النَّجَّارَ ابْنَ مَرْيَمَ، وَأَخَا يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَيَهُوذَا وَسِمْعَانَ؟ أَوَلَيْسَتْ أَخَوَاتُهُ عِنْدَنَا هُنَا؟» { مرقس 6/3 }18أَمَّا يَسُوعُ الْمَسِيحُ فَقَدْ تَمَّتْ وِلادَتُهُ ه@ذَا: كَانَتْ أُمُّهُ مَرْيَمُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ؛ {متي 1/8 1}اما المسيح عليه السلام ......فقد ذكروا نسبه حسب ما كان يظن الناس انه ابن يوسف "ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة وهو على ما كان يظن ابن يوسف بن هالي " ( لوقا 3/ 23 )يقول انجيل لوقا ان المسيح ......كان يظن ابن ........كان يظن ابن من ؟ ابن يوسف بن هالي........الخ فهذا ليس نسب المسيح وإنما نسب يوسف خطيب أمه كما يدعون مع العلم ان المسيح لم ينسب مطلقا الي أمه بالكتاب المقدس فلم يذكر مطلقا ان {المسيح ابن مريم } او{ يسوع ابن مريم } مثلما جاء بالقران الكريم {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ} (87) سورة البقرة ويعلل النصارى ذلك......وهذا الكلام يناقضه الكتاب المقدس نفسه حيث نسب بعض الأبناء الي أمهاتهموهذه بعض الأمثلة علي ذلك [كان ابن خمس وعشرين سنة حين ملك وملك ست عشرة سنة في أورشليم واسم أمه يروشا ابنة صادوق. { سفر الملوك الثاني 15/33 }كان ابن خمس وعشرين سنة حين ملك وملك تسعا وعشرين سنة في اورشليم.واسم امه أبي ابنة زكريا. { سفر الملوك الثاني 18/2 }كان آمون ابن اثنتين وعشرين سنة حين ملك وملك سنتين في اورشليم.واسم امه مشلّمة بنت حاروص من يطبة. { سفر الملوك الثاني 12/19}كان يوشيا ابن ثمان سنين حين ملك وملك احدى وثلاثين سنة في اورشليم واسم امه يديدة بنت عداية من بصقة. { سفر الملوك الثاني 22/1 }اما نسب مريم وابنها كما يعتقد النصارى فهم يذكرون ان أبيها هو الشيخ يواقيم وأمها حنة .......وإنهم من سبط يهوذا ويقولون كذلك إنها بنت هالي .......ويدللون علي ذلك من الكتاب المقدس علي النحو التالي : اقتباس:
لقد ذكر لوقا "ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة وهو على ما كان يظن ابن يوسف بن هالي " ( لوقا 3/ 23 ) |
اقتباس:
من هو "هالي " هل هو ابو يوسف ؟؟؟ الإجابة : لا بالطبع فقد ذكرنا ان ( يعقوب ولد يوسف ) هذه الولادة الجسدية ، " هالي " هو أبو مريم العذراء اذا ( يوسف بن هالي ) هذا لقبه بعد الزواج من (مريم بنت هالي ) فطبقاً التقاليد اليهودية فكان الرجل يحمل اسم عائلة امرأته اذا أراد |
وهذا القول يفتقد الي الدليل ويخالف صريح النص ....... وهو على ما كان يظن ابن يوسف بن هالي " ( لوقا 3/ 23 )
ويمكن التسليم بان {يوسف اختار ان ينسب الي عائلة زوجته } اذا وجدنا بالكتاب المقدس ما ينسب مريم الي هالي وعندها سوف نسلم بان هالي أبو يوسف ليس أبو يوسف وإنما أبو مريم زوجته {هذا ليس كتاب مقدس بل كتاب فوازير } .....ولما كان الكتاب المقدس يخلوا من نسب مريم الصريح فلا يجوز تحميل النص اكثر مما يتحمل
يتبع باذن الله